حماة مهد الحياة البشرية المتواصلة

21 نيسان 2012

تدل المكتشفات الحجرية المحفوظة في متحف حماة على أن الإنسان وطئ أرضها منذ العصور الحجرية الأولى الأمر الذي دفع الكثير من الباحثين في علوم الآثار والتاريخ إلى اعتبار حماة مهداً للبشرية استناداً الى التشكيلات الحجرية التي يرجح أنها لصيادين.

وأوضح مدير آثار حماة عبد القادر فرزات ان البعثات التنقيبة كشفت عن منظومة فريدة من اللقى الأثرية التي قلبت موازين علم الآثار ووضحت الكثير من الغموض المكتنف لحياة الإنسان في عصور ما قبل التاريخ معتبرا انه ليس من الغريب ان يوجد تحت وطأة كل قدم في حماة اثار وشواهد بشرية منذ بدء الخليقة.

واشار فرزات الى ان اللقى والأدوات الصوانية والقواطع التي وجدت في عدة مواقع على ضفاف نهر العاصي وداخل المدينة ومواقع أخرى مثل خطاب ومحردة واللطامنة تدل على وجود الإنسان في هذه المواقع منذ عصور موغلة في القدم مبينا انه كان يعتمد على تلك الأدوات في أعمال الصيد والتقاط البذور فقط وذلك قبل اكتشاف الفخار والبدء بالزراعة بملايين السنين.

من جانبها تعتبر منيفة عبد الباقي معاونة أمين متحف حماة أن اللافت في تشكيلات الأسلحة الحجرية الموجودة بالمتحف هو عمرها الزمني حيث يصل في بعضها الى ملايين السنين مبينة ان الأسلحة عبارة عن 44 نبلة صوانية اكتشفت في موقع شراء بحماة إضافة إلى 8 فؤوس حجرية مختلفة الأشكال والأنواع عثر عليها في موقع اللطامنة يعتقد انها كانت تستخدم في قتل الطرائد.

وتضم المجموعة وفقا لها 10 قواطع وأدوات صوانية وحجرية من العصر الاشولي الأدنى وما قبل الاشولي اكتشفت بمواقع آثرية في خطاب ومحردة بينها فؤوس وقواطع وشرائح ومعاول إضافة إلى 31 أداة صوانية من العصر الأشولي الأول بينها ثلاث نوى حجرية ومقحف وخمس شرائح ونصلة وقواطع ومطرقة عثر عليها بموقع القرماشي.

وتضيف منيفة ان المجموعة تضم أدوات وقطع صوانية من العصر الموستيري العصر الحجري القديم بينها فؤوس وشرائح وسهام حجرية ونصل ومكاشط وجرن بازلتي وتمثال نصفي من الحجر الكلسي الأبيض بعينين غائرتين واناء هاون من حجر الالبانز اكتشفت جميعها في مواقع تلول الرفاعي والشريعة وشراء.

بدوره بين الخبير الأثري نديم خوري ان العصر الحجري حقبة طويلة قسمت إلى أدوار مختلفة استنادا إلى نوع تشظية قطع الحجر وتهذيبها حيث كان الإنسان انذاك يصنع أدواته من لب الصوان بعد تشظيته كفؤوس ومطارق لاغراض الهجوم والدفاع ثم استخدمها في صنع السكاكين والمقاشط لصقل أدواته ثم لجأ الى استخدام عظام الحيوانات والأخشاب في مراحل لاحقة.

ويشير إلى ان العصر الحجري يقسم إلى ثلاثة أدوار الأول هو الباليوليتي القديم الذي يمتد بين مليون و12 ألف عام قبل الميلاد والثاني الوسيط ويمتد من عام 12 ألفا إلى 8 آلاف عام قبل الميلاد بينما يبدأ العصر الحجري الحديث منذ 8 آلاف عام إلى الألف السادس قبل الميلاد.

ويلفت الى ان المكتشفات التي وجدت في حماة لا يوجد لها مثيل في المنطقة وخاصة رؤوس الحراب والفؤوس الحجرية حيث تعتبر إحدى المواقع القليلة في العالم التي لم تنعدم فيها الحياة البشرية منذ الأزل فأقدم موقع للعصر الحجري يوجد في حوض العاصي في حين ان اللطامنة شمالي حماة تعد من أهم المواقع الاثرية اذ عثر في سرير نهر العاصي على آثار معسكر بشري محفوظ ضمن طبقة من الرمل والطمي مؤلفة من أدوات حجرية وفؤوس وسواطير ومكاشط.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق