المعرض الفردي الأول للتشكيلي عادل داوود في غاليري آرت هاوس

08 نيسان 2012

.

شهد غاليري آرت هاوس بدمشق مساء السبت 7 نيسان 2012، افتتاح المعرض الفردي الأول للفنان التشكيلي عادل داوود، وذلك بحضور لافت أشاد بما قدمه هذا الفنان من أعمال زاوجت بين التعبيرية والتجريدية وفق رؤية لونية فنية خاصة، مقدماً لشخوصه عوالم لونية واسعة تجانست وفق هندسة فراغية لونية غنية بهارموني مستمد من طاقة اللون الواحد، مُغنياً بذلك سطوح لوحاته التشكيلية ذات الحجوم الكبيرة.

منذ بداية دراسته الأكاديمية في كلية الفنون بدمشق وتخرجه منها، كنا في «اكتشف سورية» من المتابعين لمجمل خطواته وبحثه في عوالم التشكيل، وهو الذي يسعى لتحرير ألوانه من القيد الاعتيادي والمألوف، باحثاً عن مكامن الجمال وفق نمط ومنهجية أساسها الحرية في التعاطي مع طاقة اللون، محرراً مفرداته وشخوصه وفق رؤية جمالية يصوغ من خلالها عوالم لونية متجددة بين اللوحة والأخرى، وبأبعاد مفتوحة على كل الاحتمالات، وهو بذلك قدم أعمالا حملت من المضامين التشكيلية الكثير من الغنى والتآلف اللوني، معتمداً على عدم تسطيح القيم اللونية للون الواحد حيث جاءت ألوانه متعددة الأضواء في مجمل أعماله، بل وقدم تشكيلة لونية غنية ومتوافقة مع موضوع كل لوحة منفردة، ما جعل من معرضه بوابة تنطلق منها ألوان الطيف المحاكية لشخوص متململة مسترخية على شرفات كينوناتها الذاتية، مطلقاً للون حريته الذي لعب على الجسد الإنساني معلناً بذلك عن ملون يمتلك من الحرية ما يجعله في المتميزين.


التشكيلي عادل داوود
في غاليري آرت هاوس


«اكتشف سورية» التقى الفنان التشكيلي الشاب عادل داوود وعن خصوصية معرضه الفردي الأول يقول:

«هو تتويج لدراسات وبحوث سابقة قدمت بعضها في معارض جماعية كثيرة، قبل وأثناء دراستي الأكاديمية، وهذا ما أتاح لي تقديم معرض فردي أقدم من خلاله رؤية كاملة لما وصلت إليه من نتائج لونية، هي في المحصلة نتيجة لدراسات معمقة محافظاً في الوقت نفسه على بصمة عادل داوود في مجمل الأعمال، وذلك بغض النظر عن ماهية ما أقدمه من مفردات مختلفة بين الحين والأخر».

في السابق اتسمت أعمالك بأسلوب تعبيري واضح واليوم تزاوج بين أسلوبين تشكيليين متحكماً بالفراغ وألوانه الواسعة؟

بغض النظر عن المدرسة أو الأسلوب التي اتسمت بها أعمالي السابقة، كان هاجسي على الدوام تقديم ماهو حقيقي بشكل تعبيري متوافق مع الحالة الراهنة وما تختزنه الذاكرة، في هذا البحث أزاوج بين التعبيرية والفكر التجريدي، فاسحاً للزمن والبُعد الرابع مكاناً في العمل التشكيلي، سعياً وراء تقديم عمل أستند عليه في التجارب اللاحقة، فاتحاً المجال في المستقبل لعدة أساليب جديدة، فأنا ضد تأطير الفنان بأسلوب واحد فقط، رغم قناعتي بأن الحالة التعبيرية هي الأقرب لما عليه مجتمعنا المحلي السوري.

لم يلتزم الفنان عادل داوود معرضه بتيمة محددة بل شرع للألوان أطيافها المختلفة وخاصة في اللوحة الواحدة

الموضوع والشكل هو من يحدد القيم اللونية، إضافة لوضعية الشخوص إن كانت حالمة أو يقظة من أمرها، إضافة للعبة الضوء الخاصة بكل لوحة وتكويناتها، عدا وجود حالات شعورية أتقاطع بها حسياً مع شخوص اللوحة، لذا ترى هذا التوافق بين جميع اللوحات رغم اختلاف دلالاتها وقيمها اللونية التي أوظفها بصرياً بما يخدم العمل الفني.


من أعمال التشكيلي عادل داوود


كيف توظف الواقع تشكيلياً؟

نستطيع أن نعتمد على الذاكرة في تقديم مواضيعنا الأدبية التشكيلية، والسؤال كيف أوظف الواقع تشكيلياً، متحرراً من قيد الواقع وأشكاله الاعتيادية، المهم بالنسبة لي هو كيفية تقديم الطرح التشكيلي واللوني بما يتوافق مع رؤيتي الخاصة للواقع الذي أنطلق منه، فالفنون بمجملها تنطلق من الحالة الاجتماعية.


التشكيلي خالد المز


كما التقى «اكتشف سورية» التشكيلي خالد المز وعن رأيه بتجربة الفنان عادل داوود يقول لنا:

ما يميز عمل الفنان هي تللك الفضاءات المفتوحة لشخوصه التشكيلية وهي أعمال أقرب للأسلوب التجريدي، مقدماً أشكالاً إنسانية مختلفة ومقنعة بحركاتها اللونية المدروسة بعناية ملون جديد على الساحة التشكيلية السورية، كما اعتمد الفنان على خلفيات لونية موفقة بدراسته للفراغ الذي وظفه بشكل مبهر للعين من حيث تـآلفه مع مضامين العمل ككل، لقد لون هذا الفنان الشاب بشكل صحيح وقدم حساً تجريدياً موفقاً موزعاً شخوصه ضمن فراغ مدروس جميل.





الدكتور التشكيلي
بطرس المعري


من جهته يقول الدكتور التشكيلي بطرس المعري: من المؤكد أننا أمام موهبة جديدة متمكنة بما تقدمه، ومن الواضح أنه رسام وملون سواء بما قدمه من لون وخط، كما اعتمد الفنان على خيارات تشكيلية، معتمداً على خلفيات لونية ابرزت شخوصه التشكيلية بطريقة مدروسة، مع تحفظي على بعض اللوحات، وهذا لا يقلل من المستوى الجيد الذي وصل إليه رغم حداثة تجربته التشكيلية، فما أراه مشروع فنان هام على الساحة التشكيلية السورية متمنياً له مستقبل مليء بالنجاح والعمل المستمر للوصول إلى مستويات متقدمة.




النحات لطفي الرمحين


من جانبه أشاد التشكيلي النحات لطفي الرمحين بتجربة الفنان الشاب الذي يشاهد أعماله للمرة الأولى مبدياً إعجابه بالحرية اللونية والتشكيلية التي انطلق منها الفنان عادل داوود ويقول: زيارتي لهذا المعرض أوحت لي بما أبحث عنه لدى الآخرين وما أسعى إليه دائماً، وهي الحرية التي يجب أن ينطلق منها الفنان عندما يضع لوناً أو شكلاً من دون أية قيود مسبقة، هذه الحرية التي امتلكها الفنان عادل قدمت له عملاً فنياً متوازناً من الناحية التشكيلية ومتماسكاً من الناحية اللونية، بالإضافة إلى ذلك فقد تجلّت قدرته على التحرر من الشكل الواقعي للإنسان الذي قولبه ضمن لعبة لونية ناجحة.

يذكر أن معرض الفنان عادل داوود مستمر لغاية 21 نيسان 2012، في غاليري آرت هاوس، الكائن خلف مشفى الأطفال بالمزة، دوام الصالة من الرابعة وحتى الثامنة مساءً.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أجواء افتتاح معرض التشكيلي عادل داوود في غاليري آرت هاوس

من أجواء افتتاح معرض التشكيلي عادل داوود في غاليري آرت هاوس

من أجواء افتتاح معرض التشكيلي عادل داوود في غاليري آرت هاوس

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق