معرض الأديب التشكيلي صبري يوسف في ستوكهولم

19 شباط 2012

لوحات تدعو إلى الحب والفرح والسلام

تمَّ افتتاح معرض الأديب و التشكيلي السُّوري صبري يوسف في غاليري «ستور ستوغان» في ستوكهولم، يوم السَّبت الماضي، وقد حضر المعرض نخبة من الفنّانين والفنَّانات والمثقفين والمهتمّين بقضايا الفنّ التشكيلي والثقافة. وقد تمحورت أعمال الفنَّان حول ثلاثة مفاهيم تصبُّ في جوهر الحياة: الحب، الفرح، والسلام، إذ ركّز على الحب والفرح والسّلام بين البشر من خلال لوحاته الخمسين التي كانت بمثابة حوار مع المُشاهِد، وتركت اللَّوحات انطباعاً مفرحاً لدى الجمهور، وخلقت نوعاً من التفاعل والحوار فيما بينهم من جهة وبينهم وبين الفنَّان من جهة ثانية. وقد حضر المعرض الكثير من الفنَّانين والفنَّانات من دول عديدة من العالم.

افتتحت المعرض المشرفة على الغاليري الفنَّانة شيشتين فيكستروم وأشادت بأسلوب الفنَّان الذي يترجم مواضيع المحبة والسلام والجمال والفرح والحرية عبر لوحاته الجميلة المليئة بالرموز والطيور والطبيعة والبحر والسَّماء والألوان المفرحة، وكان للفنان صبري يوسف كلمة أشار من خلالها إلى اشتغاله على موضوع الحبِّ والفرح والسَّلام بين البشر، لأنَّ هذه الأقانيم الثلاثة هي جوهر الحياة، وقرأ مقاطع شعرية من قصائده مؤكِّداً أنَّ الشِّعر والرَّسم وجهان لعشق واحد هو الإبداع.


من أعمال التشكيلي صبري يوسف


ثم قدّم بعض الفنانين والفنانات وجهات نظرهم وانطباعاتهم عن اللَّوحات بشكل مقتضب إذ توقفوا مليّاً عند الحالة الفرحية والسَّلام والحبّ والحرّية التي تلقّوها من خلال مشاهدتهم للوحات، كما أشار بعضهم إلى أنّ تجربة الفنَّان متأثرة بتجربته الشعرية وبالطفولة وفضاءاتها المضمّخة بالسنابل والكروم وبراري المالكية/ديريك، المعبَّقة بألوان الصفاء والنَّقاء التي انعكست على اللوحات بعفوية طفوليّة بديعة.

وقد لمس الفنانون والفنانات الذين يتابعون تجربة الفنان صبري يوسف التجديد في الأسلوب والتشكيل اللوني وفي بناء اللَّوحة، وأشار بعض الفنانين إلى أن أسلوبه يتعانق مع عوالم جموحاته الشعرية فهو يرسم كمن يكتب القصيدة، وقد استوحى الفنان من لوحاته مقاطع شعرية، وهو بصدد إعداد ديوان شعري بعنوان: لوحة وقصيدة، حيث بجانب كل لوحة سيفرد مقطعاً شعرياً مستوحى من اللَّوحة، لأنَّه يرى أنَّ الشِّعر والرَّسم عالمان متعانقان عناقاً عميقاً وحميماً، ويشكِّلان منبعَين ثريّين وعميقَين للإبداع وانتعاش الرُّوح.

منحت اللَّوحة المُشاهِد شحنات تساؤلية فولدَ حوارٌ بين المشاهدين والفنّان عن كيفية بناء اللوحة وكيفية ترجمة مشاعر الفنّان عبر اللوحة، فأجاب الفنان على تساؤلات الجمهور وشرح كيفية استعماله بتقنيات العمل بالسكِّين والتجريد، ثم كيفية توزيع العمل بالفرشاة النَّاعمة فوق المساحة التجريدية من خلال رسم الأزاهير والطيور والأشكال والشخوص والرموز المتعددة التي تهدف إلى خلق لوحة منسجمة ومنسابة مع فضاءات التجريد والترميز والأشكال التي تعكس حالة فرحية وهدوء وحب وسلام ومتعة له وللمتلقِّي، إذ يعتبر الفنان أن تحقيق متعة المشاهدة للمشاهد مهمّة جداً، لأنه هو نفسه يرسم بهذا الإيقاع لمتعة خالصة فيشعر أن المتعة التي تصاحبه خلال عمليات الإبداع عبر اللون والحرف، لا تضاهيها أية متعة أخرى على وجه الدنيا.

وقد ترجم هذه المتعة على مساحات لوحاته، التي قدّمها لكلِّ المحبِّين والعشاق في العالم بمناسبة عيد الحب، مركِّزاً خلال الحوار الدائر أثناء الاحتفال على ضرورة أن يلتفت الإنسان إلى أهمِّية المحبَّة والفرح والحرّية والسَّلام والوئام بين البشر والطبيعة والدول والقارّات والأرض والسماء، كي تصبح الحياة أكثر جمالاً وبهاءً وعطاءً، وإن لم يحقِّق الإنسان هذه التطلُّعات الخيِّرة، تغدو الحياة قاحلة، كأنّها تمرّ في عصر الظلمات ومصابة بالعقم، لهذا نرى الأديب والفنّان صبري يوسف يجنح دائماً نحو الحرّية وقيم الخير والمحبَّة والعدالة والسَّلام بكلِّ ما لديه من تطلُّعات إبداعيَّة سواء عبر اللَّون أو الكلمة!


من أعمال التشكيلي صبري يوسف


يذكر أن التشكيلي والأديب صبري يوسف
- من مواليد سورية ـ المالكيّة ديريك 1956.
- حصل على الثانوية العامّة ـ القسم الأدبي من ثانويّة يوسف العظمة بالمالكية عام 1975.
- حصل على أهلية التعليم الابتدائي، الصف الخاص من محافظة الحسكة عام 1976.
- حصل على الثانوية العامة ـ القسم الأدبي كطالب حرّ من القامشلي عام 1978.
- درس الأدب الانكليزي في جامعة حلب ولم يتابع دراساته لأسباب بكائيّة متعدِّدة.
- حصل على الثانوية العامّة عام 82 القسم الأدبي كطالب حرّ مخترقاً القوانين السائدة آنذاك، حيث صدر مرسوم وزاري يمنع من تقديم الطالب لنفس الثانوية العامّة التي نجح فيها مرتين لكنّه لم يتقيّد بالمرسوم فتقدّم للامتحانات للمرّة الثالثة على أنه حصل على الإعدادية فقط وهكذا اخترق القانون بالقانون، لكن قانونه هو!
- خرّيج جامعة دمشق، قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية/ شعبة علم الاجتماع عام 87.
- اشتغل في سلكِ التعليم 13 عاماً، في إعداديات وثانويات المالكيّة، ثمَّ عبر المسافات بعد أن قدَّم استقالته من التعليم، واضعاً في الاعتبار عبور البحار والضباب، مضحّياً بالأهل والأصدقاء ومسقط الرأس بحثاً عن أبجدياتٍ جديدة للإبداع.
- قدَّم معرضاً فردياً ضم أربعين لوحة في صالة الفنَّان إبراهيم قطّو في ستوكهولم 2007.
- شارك في معرض جماعي أيضاً في صالة الفنَّان إبراهيم قطّّو في ستوكهولم 2007.
- قدّم ثلاثة معارض فرديّة في منزله.
- قدّم معرضاً فردياً في صالة «ستور ستوغان» في ستوكهولم ضمَّ 33 لوحة و 7 أعمال نحتية،2011.
- أسّس دار نشر خاصّة في ستوكهولم عام 1998وأصدر المجموعات الشِّعرية والقصصية التالية:
ـ «احتراق حافّات الروح» مجموعة قصصية، ستوكهولم 1997.
ـ «روحي شراعٌ مسافر»، شعر، بالعربيّة والسويدية ـ ستوكهولم 98 (ترجمة الكاتب نفسه).
ـ «حصار الأطفال .. قباحات آخر زمان!» ـشعرـ ستوكهولم 1999
ـ εذاكرتي مفروشة بالبكاء» ـقصائدـ ستوكهولم 2000
ـ «السلام أعمق من البحار» ـ شعرـ ستوكهولم 2000
ـ «طقوس فرحي»، قصائد ـ بالعربيّة والسويديّة ـ ستوكهولم 2000 (ترجمة الكاتب نفسه).
ـ «الإنسان ـ الأرض، جنون الصولجان» ـشعرـ ستوكهولم 2000
- هناك مجموعة قصصية مخطوطة، تتناول مواضيع ساخرة، وأخرى تتناول قضايا اجتماعية واغترابية.
- مجموعة مقالات ومجموعة نصوص أدبية مخطوطة ومنشورة أغلبها عبر الشبكة العنكبوتية.
- يعمل على نصّ مفتوح، «أنشودة الحياة»، قصيدة شعرية ذات نَفَس ملحمي، طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كل جزء (مائة صفحة) بمثابة ديوان مستقل، ومرتبط بنفس الوقت مع الأجزاء اللاحقة، أنجز حتّى الآن الجزء العاشر، ويعمل على الجزء الحادي عشر، يتناول قضايا إنسانية وحياتيّة عديدة، مركِّزاً على علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان كمحور لبناء هذا النصّ.
- تمّ تحويل الجزء الأوّل من أنشودة الحياة إلى سيناريو لفيلم سينمائي طويل من قبل المخرج والسيناريست اليمني حميد عقبي وقدّمه كأحد محاور رسالة الماجستير في باريس.
- اشتغل مديراً لبرنامج "بطاقات ثقافيّة" في الفضائيّة السريانية، صورويو TV في القسم العربيّ وقدّم عدّة لقاءات عبر برنامجه مع كتّاب وشعراء وفنانين ومؤرّخين حتى غاية عام 2004.
- تمّ اختياره مع مجموعة من الشعراء والشاعرات في ستوكهولم للمساهمة في إصدار أنطولوجيا شعرية باللغة السويديّة حول السلام 2005.
- يكتب القصّة القصيرة، قصيدة النثر، النصّ، المقال، ولديه اهتمام كبير في الحوار والرواية والترجمة والدراسات التحليليّة والنقدية والرسم والنحت والموسيقا!
- ينشر نتاجاته في بعض الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية.
- شارك في العديد من الأمسيات الشعرية والقصصية في الوطن الأم سورية وفي السويد.
- مقيم في ستوكهولم ـ السويد منذ عام 1990.


بيانكا ماضيّة

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق