كيف تصعد دون أن تقع؟ جديد مسرح الهواة الدائم في حلب

16 شباط 2012

أقيم على مسرح مديرية الثقافة في مدينة حلب وضمن فعاليات «مسرح الهواة الدائم» العرض المسرحي «كيف تصعد دون أن تقع؟» عن نص للكاتب الكبير وليد إخلاصي وإخراج الشاب محمد ملقي.

ويتحدث العمل عن فكرة الانتهازية والاستغلال والشغف للمناصب حيث تتحدث عن «منتصر» الأستاذ الجامعي الذي يحاول من خلال التحدث عن الفضيلة التلاعب بالناس للوصول إلى مناصب أعلى وبالتالي تحقيق مكاسب أكثر. ومع مرور الزمن، ينتقل «منتصر» من درجة إلى درجة أعلى حتى يكاد يصل إلى القمة؛ إلا أنه قبل أن يصلها يقوم تلميذه ومعاونه «مؤيد» بإزاحته والتواجد مكانه في لمحة تمثل سخرية القدر والاستمرارية والتكرار عبر الزمن.

ويأتي هذا العمل كأول عمل لفرقة «صدى الشهباء» الشابة التي تأسست أواخر العام 2011 لصالح مديرية الثقافة في حلب حيث يقول عنها مخرج العمل وبطله الشاب محمد ملقي بأن الفرقة اختارت عمل الأديب إخلاصي كباكورة أعمالها المسرحية لقربه من الواقع الذي نعيشه حالياً حيث يضيف: «مع تشابه العمل مع الواقع الحالي، حاولنا نحن بدورنا أن نركبه على الأوضاع الحالية وإعداده بما يتناسب مع الزمن المعاصر خصوصاً وأن عمر النص يعود إلى 40 عاماً تقريباً. وقد عملنا على تقديم العمل بطريقة مختلفة وجديدة وبنمط التغريب أي الخروج عن الواقعية سواء من حيث الحركة أو من حيث السينوغرافيا والديكور. أدى هذا الأمر إلى نيلنا التقدير من الأديب إخلاصي الذي حضر العمل والذي قال لنا بأنه لمح في نسخ العمل الحالية تميزاً لم يلمحه في المرات التي قُدّم فيها العمل على المسرح».

ويعتمد النص على الصراح بين محورين أساسيين؛ المحور الأول هو محور «منتصر» وتابعه «مؤيد» وهو المحور السلبي، في حين المحور الثاني يضم «أمل» الزوجة السابقة لمنتصر إضافة إلى الطالب الجامعي «رعد» وهو المحور الإيجابي الذي اكتشف كذب «منتصر» حيث يتابع المخرج الشاب بالقول: «يمثل هذه العمل التجربة الإخراجية الأولى بالنسبة لي، إضافة إلى أنه التجربة التمثيلية الأولى لبعض الممثلين المتواجدين في العمل. بالتالي حاولنا ككادر العمل والتدرب وبناء أنفسنا بأنفسنا حيث استغرق التحضير للعمل – الممتد قرابة الساعة والربع – حوالي الشهرين تقريباً بشكل يومي وشبه يومي. بالنسبة لردة فعل الجمهور خلال أول يومي عرض فقد كانت جيدة جداً. لم نشهد أي صعوبات في التحضير للعمل حيث وفرت لنا مديرية الثقافة – ممثلة بمديرها السيد غالب البرهودي - كل الدعم الممكن، إضافة إلى الدعم المقدم من الفنان الكبير عمر حجو صاحب فكرة مسرح الهواة الدائم والفنان غسان مكانسي إضافة إلى السيد أسامة السيد يوسف مدير المسرح القومي».


فرقة صدى الشهباء في عرض كيف تصعد دون أن تقع؟

ممثلون للمرة الأولى:
يظهر الشاب أحمد عزيزة للمرة الأولى على خشبة المسرح حيث يقول عن تجربته: «سبب دخولي هذا المجال هو محبتي للمسرح ورغبتي في إخراج ما في داخلي إضافة إلى وجود الموهبة. الحمد لله كنت على قدر التحدي وآمل بالمتابعة حتى النهاية. بالنسبة لدوري فهو رعد الطالب الجامعي الخلوق الذي اكتشف حقيقة منتصر وعرف أنه انتهازي يحاول الوصول إلى المناصب. وقد حاول كشف حقيقته أمام الجميع وخصوصاً أمام حبيبته ليلى التي تركته لأجل منتصر، إنما لم يتمكن من ذلك حيث انتهى الأمر بمقتله على يد منتصر. هو إنسان مندفع وإيجابي ويملك الإصرار والمثابرة إلا أن الظروف لا تخدمه للأسف».

أما الشابة ريم وفا بيطار فتقف على خشبة مسرح الهواة الدائم للمرة الثانية بعد مشاركتها في عمل «كاسك يا وطن» حيث تقول عن الفرق بين العملين: «في عمل كاسك يا وطن، أخذت دور رضية الفتاة الأمية الطيبة القلب، أما دوري هنا فهو أمل المربية الفاضلة التي هجرت زوجها منتصر لأنه بدون مبادئ وانتهازي. هي شخصية إيجابية تعمل على كشف زوجها السابق على الملأ وتحاول إسقاطه بالتعاون مع المحققين. وحالما تنجح في إسقاطه، يأتي معاونه ليأخذ مكانه وتعود الحكاية إلى نقطة البداية».

وتتابع القول بأن الشخصية التي قدمتها تشابه شخصية سيدة فاضلة تعرفها هي آنسة اللغة العربية الخاصة بها والتي تملك مبادئ لا تسمح لأحد بأن يتجاوزها. وتختم بالقول بأنها تطمح لاحتراف التمثيل خصوصاً بعد تجربة تمثيلية وصلت إلى سبع سنوات مختتمة قولها بأنها حالياً تشارك في أحد برامج اكتشاف المواهب الدرامية حيث استطاعت تخطي التصفيات التمهيدية بانتظار النتيجة.

أما الممثل الشاب نور بدوي فيقول بأن هذه التجربة تعد من التجارب المميزة بالنسبة له رغم مضي ما يزيد عن ثلاثة عشر عاماً قضاها في التمثيل حيث يقول: «أقدم في هذا العمل ثلاث شخصيات؛ الأولى هي شخصية الشيخ، أما الثانية فهي ضمير منتصر المشوه في حين تمثل الثالثة نسخة مشوهة عن شخصية مؤيد مساعد منتصر. يمثل الشيخ العنصر الروحي في المسرحية، فهو والد الفتاة ليلى حبيبة رعد السابقة والفتاة التي يحاول منتصر الارتباط بها. الشيخ يصدق كلام منتصر عن الأخلاق والإصلاح وينخدع بمظهره الذي يريد تقويم الجامعة حيث يوافق بالتالي على الزواج بابنته. أما شخصية الضمير فتمثل عقل منتصر الباطن وهي شيطانية شريرة توسوس له بالخطأ. أما الشخصية الثالثة فتمثل نسخة مؤيد المشوهة والتي تفكر بكل ما هو شرير».

يذكر بأن فكرة «مسرح الهواة الدائم في حلب» تمثل مبادرة مشتركة بين كل من محافظة حلب و مديرية ثقافة حلب. انطلقت من الفنان عمر حجو ضمن رغبته بأن يكون هناك مسرح دائم للهواة في المدينة يقدم عروضاً مسرحية بشكل متواصل دون انقطاع على مدار العام. لأجل ذلك شكّل السيّد المحافظ في عام 2010 لجنة سميت باسم «لجنة مسرح الهواة الدائم في حلب» برئاسة مدير الثقافة وعدد من الفنانين والأدباء مهمتها دعم الهواة المسرحيين من خلال عدة محاور و البدء بتنفيذ هذه الفكرة على أرض الواقع من خلال العروض المسرحية المتتالية التي تجمع فرق المسرحيين الهواة. وتعمل المبادرة على تقديم المسرح بما يحتويه من أجهزة صوت و إضاءة ودعاية وإعلان للعمل المسرحي إضافة إلى اللباس و الديكور، وأخيراً تقديم مكافآت للعاملين في كل فرقة مسرحية حسب الواردات المتأتية من شباك التذاكر للعمل المسرحي.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق