سبهان آدم في معرضه الرابع والخمسين أبعد من الليل

20 01

أحترم الجهد الفردي الإنساني الذي يصنع من العدمية إبداعاً

يجد نفسه وعلى الدوام عاشقاً لدمشق، الإبداع لديه عمل روحاني نابع من العزلة الاختيارية، والثقافة هي مسؤولية مبدع أولاً وأخيراً قبل أن تكون مسؤولية مؤسسة. يحترم الجهد الفردي الإنساني الذي يخلق من العدمية شيئاً، ويجد نفسه مساهماً مع الآخرين بإضافة بصمة لتاريخ الفن في سوريا، لا يريد أن يصل إلى مكان، مجرد أن يرسم حتى اللحظة الأخيرة من حياته. يقرن قوله بالفعل ويطلق معرضه الرابع والخمسين في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق من 8 وحتى 31 كانون الثاني والذي جاء ضمن احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008. قدم فيه الفنان آدم أربعة عشرة لوحة متكاملة مستقلة متكررة متناسقة.
اعتبرت أعماله «مثيرة للقلق، شخوصه مزعجة مُكررة إلى اللانهاية، هويتها مشوشة تعبر عن عزلتها التامة عن العالم الخارجي، حزينة، خائفة وعاجزة». عن معرضه وشخوصه يقول آدم: "كما هو معروف عن أعمالي، هي بورتريهات لوجوه بشرية متكررة برؤى متعددة إلى اللانهاية. أجدها تنتمي إلى المدرسة التعبيرية وإلى حد ما لها علاقة ببصمتي الخاصة، هي شخوص بسيطة وعلى الدوام يلزمها إعادة نظر، أستخدم اللون الأسود لاختصر حالة اللون كله وليبقى العمل متقشفاً معتمداً على فكرة واحدة ذات حس غرافيكي. ومع كل ذلك أجدها شخوصاً مليئة بالإيحاء العاطفي وهي نقطة التواصل بيني وبين متلقيّ، يشاركني الفكرة والطرح من منظور إعادة تأويل العمل وفق إدراكه وخبرته المعرفية".
أعمال آدم تتناول الإنسانية بشكل عام. أزمتها، أفراحها وآلامها، أفكارها وتوجهاتها. وهي بمجملها تطرح سؤالاً هاماً يبحث عن إجابة ملحة؟ وفي هذا يقول آدم "أي عمل إبداعي فيه سؤال ويحتاج جوابه وهذا أمر هام إلا أن سؤالي لا يزال غامضاً وليس له جواب حتى الآن؟!".
يسبح الفنان آدم ويتلاشى في غياهب الخيال وهو يرسم شخوصه التي نمت وتطورت في عزلة اختيارية عن العالم الخارجي وهي عزلة إيجابية وضرورية لأي مبدع ـ حسب رأيه ـ لذا غالباً ما تأتي أعماله نخبوية وأكثر تعقيداً متجاوزة المتلقي، ويبدو أن هذا ما يتوخاه آدم دون أن تقلقه النخبوية، صحيح أنه ووفقاً لوجهة نظره يسعى إلى البساطة ويجد أعماله من قبيل السهل الممتنع ولكن إلى أي حد تلامس هذه البساطة المتلقي «لا تقلقني نخبوية العمل فدور الثقافة دور نخبوي تنويري ومن واجبها رفع الذائقة والنهوض بسوية المتلقي. ومع أنني أسعى إلى البسيط والواضح والمجرد إلا أنني عندما أرسم أتجاوز أي اعتبار آخر. فأنا أعمل وفق مزاجي الخاص لا وفق نية المجتمع وإمكانية إدراك المتلقي».
إن التراكم المعرفي الناجم عن بحثه الدائم عن الجديد وإطلاله على الآخر إضافة لتجربته الغنية التي تجاوز عمرها الاثني عشر عاماً كل ذلك ساهم ـ وفق ما يراه آدم ـ في تكريس أسلوبه وأعماله كقدوة ونموذج للكثير من الشباب المبدعين ليس من جانب اللوحة وإنما التجربة. حيث يقول "أنا متفاجئ حقيقة وفخور بما قدمته حتى الآن فلم أتوقع أن أصل في يوم من الأيام إلى هذا الحضور والقبول والذي هو أقرب إلى العالمية وأنا الذي أبحرت من دون مركب وانطلقت من عوالم العدمية والمجهول.
ومع كل ذلك لا يدغدغ الغرب أحلامي، أنا عاشق لدمشق وروحي هنا. وحيث ذكرت بأن الإبداع عمل روحاني فلا إبداع من دون دمشق". ويضيف آدم "ومع أنني أحترم الجهد الفردي الذي يخلق المبدع القادر على فرض نفسه إلا أنني لا أسعى مطلقاً لتكريس مدرسة خاصة بسبهان آدم وإنما أحاول ترك بصمة من توقيعي ومن جهة ثانية المساهمة مع المبدعين من أبناء بلدي في إضافة بصمة لتاريخ الفن في سوريا".
يذكر أن للفنان سبهان آدم ثلاثة استحقاقات خارجية خلال الأيام القادمة ما بين باريس وبروكسل وجنيف.


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

ماهر الديوب:

اشكر الفنان لرسوماته الرائعه
مبدع بجد

محمد علي:

اتمنى له التوفيق الدائم واتمنى له الصحة والعافية

سورية الحسكة