معرض تصوير ضوئي للفنان عصام النوري في المركز الثقافي الروسي بدمشق

04 شباط 2012

-

لا ينضب سحر دمشق، ولا تهدأ عدسات المصورين والحالمين بمكامن الجمال في مدينة أقل ما يقال عنها أنها عاصمة الأرض. مدينة يستحيل نفاذ مفاتنها، فأبهرت وسحرت واستأنست للتاريخ بيتاً بين أزقتها، فكانت للمصورين ومنذ اختراع الكاميرا مكاناً ينضح بالجمال والسحر والدهشة للعديد من المصورين العالميين والمحليين. ومنهم المصور الضوئي عصام النوري من مواليد 1938، الذي قدم معرضه الفردي الأول في 1 شباط 2012، بصالة المعارض في المركز الثقافي الروسي بدمشق، وذلك بالتعاون مع نادي فن التصوير الضوئي.

لملم هذا الرجل الكبير ذكريات الطفولة والشباب والحاضر، فمن جامع بني أمية الكبير، إلى سوق مدحت باشا، وقوس النصر المعطر برائحة سوق البزورية، مروراً بمكتب عنبر، والمصبغة الخضراء - أحد أحياء دمشق القديمة- والتي راهن الفنان على وجود قصر تحت تلتها تعود لأحد أمراء دمشق.


من أجواء المعرض في الثقافي الروسي بدمشق

نتعب لنرتوي من «الفَسقية» وهي كلمة – حسب قول الفنان - تدل على المشارب المائية التي اشتهرت بها طرقات مدينة دمشق. فندخل بيت خالد العظم بغوطته الداخلية، والتكية السليمانية ذات القبب البيضاء، ونمر على كنيسة دير الآباء السالزيان ومدرسة جودة الهاشمي، ومن الصورة النادرة صورة لقوس النصر آخر الشارع المستقيم تعود لستينيات القرن المنصرم.

حدثنا ذاك الدمشقي الكبير المفتون بتاريخ عاصمته، عن ذكريات تعود لعام 1948 عندما أهداه أحد الأقارب كاميرا من نوع كوميت فكانت رفيقة الدرب وحافظة خطواته الأولى في عشق فن التصوير الضوئي.

وفي حديثه مع «اكتشف سورية» يقول الفنان عصام النوري: «تدرجت في العمل الوظيفي بوظائف عدة منها مدير لإحدى فروع المصارف في سورية، إضافة لعملي في مؤسسة هيئة الموسوعة العربية»، ويشير الفنان إلى ولعه بالتصوير الفوتوغرافي، حيث يستذكر أولى آلات التصوير التي اقتناها من نوع كوميت والتي بلغ سعرها في ذلك الوقت 85 ليرة سورية. شارحاً العمل عليها من خلال تحديده للفتحة والسرعة والمسافة، ملتقطاً صور البيئة المحلية لمدينة دمشق، معتبراً أن التصوير الضوئي العادي بما تلتقطه الكاميرا أصدق من التصوير الرقمي، فرغم التقنية الرقمية التي تجتاح عالم التصوير الضوئي إلا أن التصوير العادي يبقى الأصدق في التقاط اللحظات الحقيقية للمشاهد الخارجية، فيقدمها التصوير العادي صادقة بألوانها ومساحاتها الضوئية الطبيعية، معتبراً أن الدخول الفيزيائي أو الكيميائي على الصورة يشوه الجمال الطبيعي لما تراه وتلتقطه عين المصور.


من الأعمال المعروضة في معرض المصور الضوئي عصام النوري

يحتفي الفنان في مجمل معرضه بجمال دمشق أزقتها وبيوتها العربية العريقة، عراقة مدينة هرم التاريخ فيها ولم تهرم، وعن ذلك يعلق الفنان بقوله: «هذه هي الدائرة الصغرى التي نشأت فيها، دمشق بتاريخها الجليل والتي شهدت أكثر من 32 حضارة إنسانية عريقة، وهنا يذكر كلمة مدير متحف اللوفر أندريه بارو: لكل إنسان متمدن وطنان، وطنه الأم وسورية».

ويتابع الفنان النوري: «سورية أم الدنيا تحتضن شعباً طيباً معطاءً، فهل تكفي أبجدية أوغاريت كدليل على عظمة هذه الأرض، أم نستشف من أسماء زنوبيا وأبولودور الدمشقي وجوليا دومنا عظمة الإنسان السوري الذي عمّر بلداناً بعيدة في اسطنبول وروما وغيرها من المدن القديمة».

وعن خصوصية دمشق القديمة يقول: «نمت دمشق خارج جدران سورها المنيع، وفي حواريها الضيقة تلاصقت بيوتها ومشربياتها وأقواسها، لتختزل مدينة دمشق الكثير من الجمال الأسطوري المعتق برائحة الياسمين المنبعثة من بيوتها القديمة، فكل بيت دمشقي قرية صغيرة بما يحتويه من غرف شتوية وصيفية وغوطة صغيرة تتوسطها بحرة ماء عذب تروي شجر النارنج والليمون والتوت والعنب والياسمين».

وعن صوره الضوئية التي يعود بعضها إلى خمسينيات القرن المنصرم يحدثنا الفنان عن صور التقطها من على جبل قاسيون، وصور لقلعة الحصن التقطها عام 1976، وصوراً لبيت دمشقي يقع في منطقة كيوان تعود ملكيته لوزارة السياحة، متمنياً الاهتمام بالبيوت الدمشقية المهجورة والتي تتعرض للسرقة من اللصوص والمتسولين.

كما يقدم الفنان صورة نادرة التقطها في مدينة القدس عام 1964، وعنها يقول: «هي إحدى الصور التي التقطتها في تلك الفترة أثناء زيارتي لفلسطين، نشاهد فيها بستان الزيتون في موضع اسمه "جتثماني" فيه صلى السيد المسيح وفيه ألقي القبض عليه».

يذكر أن للفنان عصام النوري العديد من المشاركات الجماعية في معظم المحافظات السورية.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أجواء المعرض في الثقافي الروسي بدمشق

عصام النوري

عصام النوري

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

غادة الخانجي:

سوريا عبق التاريخ وزهر الياسمين نشتمه من خلال هذه الصور المختارة بعناية فائقة

سوريا