ندوة نقدية في أعمال الروائي يوسف زيدان

26 كانون الثاني 2012

-

عقد فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب مساء أمس ندوة نقدية بعنوان قراءة نقدية في أعمال يوسف زيدان شارك فيها الدكتور عادل الفريجات والناقد باسم عبدو وأدارها الكاتب عيد معمر.

ورأى الناقد عبدو في قراءته النقدية لرواية عزازيل أن الأديب المصري زيدان اقتحم العالم الذكوري المغلق وسرد الأحداث على مساحة 368 صفحة من القطع المتوسط وثلاثين فصلاً من مكانين مغلقين.. المجتمع الذكوري بكل ما يجري فيه من أحداث.. والثاني.. هو السور الفاصل بين مجتمعين.. الأديرة المغلقة من جهة والمجتمع الموزع في القرى والمدن من جهة أخرى.

وقال.. إن الرواية شكلت قفزة فنية وتقنية عالية الجودة وكشفت عن المخبآت والمستورات في المجتمع الديني المغلق.. وعن حياة بعض الرهبان في هذا المكان.. وامتدت خيوط السرد إلى المكان المفتوح المتعدد كالانتقال من الإسكندرية إلى شمال مدينة حلب في سورية ثم إلى أنطاكية.

وأشار الناقد عبدو إلى أن الروائي مزج الراوي ضمير المتكلم بين الواقع والتخيل وبين الكتابة في الزمنين القديم والحديث ما يعبر عن قدرة الكاتب الفنية في سرد الأحداث بلغة روائية تداخلت فيها الأزمنة في أمكنة متعددة مصر وفلسطين وشمال سورية.. مبينا أن خط الصراع الثاني هو بين المسيحية والوثنية.

وخلص عبدو إلى القول.. يتداخل في الرواية التاريخي بالأسطوري بالواقعي.. فمثلاً جبل الطير في صعيد مصر يحمل إشارات دلالية أسطورية فالطيور تأتي في كل عام وتحطّ عنده وتملأ الأجواء، ثم ترحل فجأة بعدما يضحي طير منها بنفسه، ويدخل رأسه بسفح الجبل ويتلقفه من الداخل شيء مجهول، لكنه لا يقتله إلاَّ بعد أن يجف جسمه ويسقط ريشه.. وهذه إشارة واضحة لبقية الطيور تحذرها من الغطس في نهر النيل.. ويتم الرحيل في الليل، والعودة في العام التالي وفي الموعد ذاته.. وهذا مؤشر على قدسية النيل باعتباره إلهاً يهابه المصريون ويقدسونه، خاصة في فترتي الفيضان.. ويثير البحر الخوف أيضاً حينما تتلاطم أمواجه.

من جهته تحدث الدكتور الفريجات عن رواية النبطي للكاتب زيدان مبينا أن أحداثها تدور في القرن السابع الميلادي، أي في الفترة التي ظهر فيها الإسلام.. ويمتد زمنها الروائي نحو عشرين عاما.. وتتناول بسرد ماتع قصة حياة شابة قبطية من صعيد مصر تدعى مارية تتزوج شابا نبطيا يقيم شرق الأردن.. وفي البتراء تحديدا.

وأشار الفريجات إلى أن الرواية تقدم معلومات ومعارف عن عقائد الناس في تلك البيئة، وعن حروب الروم والفرس، والاختلاف في العقائد.

وبين الفريجات كيف أن الروائي قسم الرواية إلى ثلاثة أقسام كبرى هي مراحل حياة مارية، في الصعيد، ودخولها بلاد العرب وأيضا علاقات البطلة بالشخوص حولها في غياب زوجها المسافر في تجارته أغلب الأحيان.

وأوضح أن الرواية شكلت جسرا نقل الروائي من خلاله لنا أفعال الناس آنئذ وطرق معاشهم وعقائدهم، وأصداء ظهور النبي العربي لها في مكة ووصول مبعوثيه إلى بلاد الشام.

ونوه الدكتور الفريجات بلغة الرواية التي حرصت على إيراد الكثير من العبارات بلغة تلك الأيام، وبلغاتها على اختلافها، موردا الكثير من العبارات القبطية والنبطية وغيرها، وأيضا اعتمادها على اللغة الشعرية في توصيل الأفكار على محمل أدبي رفيع المستوى.

وبعد تقديم ورقتي العمل، ناقش المنتدون، أهمية علاقة الرواية بالتاريخ، ودور الأدب في ذلك، وأهمية التخييل في الرواية بوصفها عمل أدبي ينصب اهتمامه على دور الأدب وليس عملية التأريخ.

كما تناول البحث مسألة تجاوز الكاتب لمفردات التاريخ ووقائعه، وهل من حقه أن يذكر أمورا من عصر لم تكن فيه، وأهمية الإبداع في تحليل الواقع من وجهة نظر الكاتب، وليس تسجيل الوقائع بشكل تسجيلي مؤطر، وإنما من رؤية إبداعية أدبية.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق