الصناعات التقليدية في اللاذقية

24 كانون الثاني 2012

تلقى رواجاً بعد سنوات من الركود

عادت الصناعات الحرفية التقليدية في محافظة اللاذقية لتلقى رواجاً بين المواطنين جراء بقاء عدد من الصناع المهرة وتمسكهم بحرفتهم وحرفة أجدادهم بعد أن شهدت تراجعاً ملحوظاً متاثرة بتطور الصناعات الحديثة ما يؤكد اهمية هذه الصناعة نظرا لتنوعها واتساعها من تصنيع الغذاء والفخار والملاعق الخشبية والملابس والسجاد والحصر وغيرها.

وانطلاقاً من هذه الرؤية فالصناعات التقليدية تلعب دوراً هاماً في عملية تنمية المجتمعات من خلال مساهمتها في رفع الدخل الحقيقي للطبقات المحدودة الدخل وخفض التباين بين الشرائح الاجتماعية المختلفة وتوفير فرص العمل وخصوصا للمرأة وتطوير الصناعات التقليدية المناسبة في كل مجتمع محلي عبر حشد الموارد والامكانات المحلية وشبكات العلاقات الاجتماعية والخبرات والمهارات المحلية وصولا لمصادر تمويل محلية.

ويقول غسان القيم مدير موقع أوغاريت إن الساحل السوري اشتهر بصناعة الفخار التي تعتبر من الحرف القديمة التقليدية في مدينة اللاذقية لمواكبتها الحضارات الإنسانية منذ الازل مضيفا أن هناك مايثبت أن حضارة أوغاريت رأس شمرا منذ نحو الألف الثالث قبل الميلاد تقدمت على الحضارات السابقة في صناعة الفخار الذي يعد من اقدم المنتجات اليدوية واللقى الأثرية.

وبدوره ذكر حيدر نعيسة الباحث في التراث ان الريف الساحلي اشتهر في معظمه بصناعة الفخارالساحلي وفي مقدمته بلدة الفاخورة الواقعة في منطقة القرداحة الى الجنوب الشرقي من مدينة اللاذقية حيث وجدت فيها بقايا منشأة لصناعة الفخار كما تقوم في قرية برج القصب شمالي مدينة اللاذقية منشأة لصناعة الاواني الفخارية تصنع الفخار يدويا مثلما كانت في بداياتها قبل آلاف السنين كما أن الأدوات والاواني التي كانت تصنع قديما تصنع ذاتها اليوم كالجرار الفخارية والصحون والقلل والاكواز والخوابي مبيناً أن الجديد فيها هي صناعات الفازات وادوات الزينة وماشابهها.

وبين نعيسة أهمية وجود سوق خاص لعرض منتجات المهن اليدوية والفخارية بدلا من عرضها في الخلاء أو العرصات المعدة للبناء ضمن احياء المدينة حيث يزداد الإقبال عليها يوما بعد اخر.

من جانبه أشار أبو محمود وهو حرفي يجيد قولبة التراب بأشكال متعددة وينتج منه أشكالا وأنواعا وألوانا عديدة ويصنع من الطين والكلس والماء مزيجا لينا يقولبه بمهارة ويصنع منه أدوات وأواني فخارية لاعداد الطعام وجراراً لحفظ الماء وأخرى للزيت وأباريق وأواني المطبخ المختلفة الاشكال والاحجام إلى أن الطهي بالفخار من افضل الطرق الصحية لحماية الجسم من الامراض ولاسيما بعد دخول البلاستيك والميلامين وغيرهما من المواد التي تتفاعل مع العناصر الموجودة في الطعام مشيرا إلى أهمية العودة الى العادات والتقاليد القديمة في الصناعة كونها زهيدة السعر ولاتحتاج الى مواد كثيرة لاعدادها وهي موجودة في الطبيعة.

من جهته قال أبو بسام رجل في السبعين من عمره انه امضى حياته في صناعة الملاعق الخشبية والسلال القصبية والحبال الصوفية وأن عمله هذا يدر عليه أرباحا لابأس بها يعيل بها أسرته حيث كان يذهب الى القرى المجاورة لبيع منتجاته التي لاقت رواجا كبيرا واليوم مايزال يصنع الملاعق الخشبية ولكن فقط من مبدأ الهواية لان تقدمه في السن منعه من المتابعة ولكنه حرص دائما على أن يورث هذه المهنة لأولاده حفاظا عليها من الانقراض والضياع في ظل التطور الذي يهدد المهن اليدوية القديمة.

بدورها قالت السيدة أم سليمان انها تحرص حتى الآن على استعمال الأواني الفخارية والتقليدية مثل مقلي الفخار والملاعق الخشبية في مطبخها وتفضل الطهي بها وخصوصا طبخات البرغل بحمص والمجدرة والفريكة وغيرها فالطعام المطبوخ فيها له مذاق مختلف تماماً أشهى وألذ.


بشرى سليمان - سلوى سليمان

الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق