سهيل زكار: صفحات من تاريخ دمشق

21 01

دمشق شاهدة التاريخ، وحاملة الرسالة الإنسانية الأولى

على مدى أكثر من ثلاثة عقود كرس نفسه للبحث العلمي فقط، لم تأخذه المسميات والمناصب والإطراءات وإنما استنزفه فضول الغوص في عمق التاريخ. كانت دمشق دائماً هدفه ومع أنه تناول العرب والإسلام في ثلاثمئة كتاب إلا أن حصة الأسد من هذا النتاج المعرفي البحثي كان لدمشق. فدمشق شاهدة التاريخ، معلم الإنسانية في أنظمة العلاقات الإنسانية والاجتماعية والتجارية وهي من حملت الرسالة الأولى ونشرها للعالم أجمع.
ومن دمشق وفي مركز ثقافي المزة ألقى الباحث الدكتور سهيل زكار محاضرة تحت عنوان «صفحات من تاريخ دمشق» في 20/1/2008. اختار د. زكار عنوانه بدقة متناهية عندما بدأ بـ «صفحات»، فالحديث عن دمشق يحتاج إلى مئات المجلدات وزمن قد يطول ويطول ولكنه اكتفى بالتطرق إلى عدد من القضايا التي رآها هامة ومتزامنة مع المستجدات والتطورات الآنية حسبما يقول.
فتبلور طرحه حول الرسالة الحضارية والإنسانية لبلاد الشام، فشآم دمشق هي العنوان الأبرز في صفحات التاريخ الإنساني وقد قدمت له إنجازات وعطاءات تشكل حتى الآن عصب الحياة البشرية وقد أُرخت لها. ثم عرج د. زكار إلى انقسام تاريخ دمشق إلى مرحلتين: ما قبل الإسلام وما بعده، وخص الأخير بسمة خاصة وهي سمة الاعتدال والتسامح وانعدام التعصب والتعايش والوحدة الاجتماعية.
إن ما أراد د. زكار طرحه وتكريسه لدى المتلقي بأن هناك رسالة دمشقية، وهي ضاربة ومتجذرة في عمق التاريخ البشري منذ بداية الحياة وهي رسالة حضارية، رسالة عطاء متجددة، وسورية الآن (قيادة وشعباً) تحمل أمانة هذه الرسالة ومسؤولية إيصالها لا تنحصر بجهة معينة أو مؤسسة بذاتها، فالكل مسؤول.
ويتابع د. زكار "ونحن في جامعة دمشق-قسم التاريخ، بدأنا هذه الخطوة وقررنا أن نصدر في مجلة الدراسات التاريخية أو لجنة كتاب تاريخ الأمة العربية كتاباً كل شهر يمثل مرحلة من مراحل تاريخ دمشق".
وبما أن هذه المحاضرة أدرجت تحت فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية فإن د. زكار لا يجامل أو يتزلف في طرح رأيه بهذه الاحتفالية من الزاوية الثقافية، فيقول: "بعض القائمين يحاولون رسم دمشق كفلكلور وحفلات واستعراضات وهذا اجتهاد وأنا لست ضد الفلكلور حتى لا أفهم خطأ وأقدره ولكن المطلوب شيء أهم من ذلك بكثير.
كان ينبغي أن نتعلم من تجربة حلب العام الماضي واختيارها كعاصمة للثقافة الإسلامية وأن تكون الاستعدادات لدمشق أكبر بكثير مما شاهدناه فقد بدت على الصعيد الرسمي فلكلوراً وحسب. قد أكون قاسياً في هذا الطرح ولكني متعصب ومتشدد لدمشق حاملة رسالة خالد بن الوليد، مروان بن عبد الملك، صلاح الدين، والظاهر بيبرس، رسالة رجال وشخصيات بنوا الحضارة، ودمشق الآن مستعدة لأن تستأنف دورها الأزلي. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى صدور كتاب من أربعة أجزاء عن دمشق وآخر قيد الطباعة ويتناول دمشق في آخر المرحلة المملوكية وأيام تيمور، وصدر أيضاً للدكتور زكار كتاب الحياة الاجتماعية والاقتصادية في دمشق.
ويخطط زكار لكتاب يتناول تاريخ الخلفاء مع فتوحات بلاد الشام، ولم يتوقف عطاؤه عند هذا الحد وإنما يتم التحضير وبالتعاون مع معهد فتح والتنسيق مع د. حسام الدين قرقور ود. عبد النبي اصطيف والأب جبرائيل من الكنيسة السريانية لإقرار ندوة عالمية تحت عنوان «دمشق وتعارف الحضارات».


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

halima:

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أما بعد أردت التواصل مع السيد/ الدكتور سهيل زقار لأستفسر عن بحوثه العلمية حول التاريخ الإسلامي ، فقد أعجبتني كتاباته وإنجازاته عبر قناتي الكوثر الفضائية والثقلين ، وعلمت أنه كرس حياته في سبيل العلم الذي هو بحر لا ينتهي ورغم كبر سنه إلا أنه لا زال بذلك النشاط ولا زال طالبا العلم وباحثا ومعلما لأجيال متتالية ، لكن إصطدمت بأقوال أحيكت ضده عندما قرأت في النيت وهذا ما جعلني مرتبكة ومعلوماتي لا زالت غير مستقرة ، لهذا أريد أن تفيدوني بمعلومات حقيقية عنه أو أن أتواصل معه حتى يطمأن قلبي وتبقى تلك الصورة الجميلة في ذهني عن الدكتور العظيم سهيل زكار جزاكم الله خيرا فعنواني الإلكتروني مسجل عندكم لا تنسوني والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

algerie

:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريدت التواصل مع السيد / الدكتور سهيل زقار لاستفسار عن بحوثه العلميه حول التاريخ الاسلامي . فان محتاجتها ضروري فالرجاء منكم مساعدتي للتواصل معه باسرع وقت