افتتاح فعاليات مهرجان المحبة في أرض الأبجدية الأولى

03 08

تقليد وطني وعرس حقيقي للمحبة تحتضنه دُرّة المتوسط

افتتح المهندس محمد ناجي عطري -رئيس مجلس الوزراء- في مدينة الأسد الرياضية بـاللاذقية مساء السبت 2 آب، الدورة التاسعة عشرة لمهرجان المحبة «مهرجان الباسل»، في أجواءٍ احتفالية بهيجة تشهدها المدينة في هذا الوقت من كل صيف.
وقال المهندس عطري في كلمة الافتتاح: «إنّ المهرجان أصبح ظاهرةً ثقافية تتجدد كل عام، ومناسبة وطنية مهمة تسلط فعالياتها الضوء على وجه سورية الحضاري والثقافي، وتبرزه للعالم من خلال نشاطاتها الثقافية، والفنية، والفكرية، والرياضية، التي تنتصر في مضمونها وأهدافها لقيم المحبة والتسامح، وتثري المشهد الثقافي بعناصر الأصالة، والتفاعل الثقافي، والانفتاح على المبادرات الإبداعية، والفردية، والجماعية».
وأضاف المهندس عطري «منذ الأزل كانت رسالة سورية رسالة محبة، وسلام، وإخاء، وتسامح، بين شعوب العالم، مؤكداً أنّ سورية تجدد من ضفة المتوسط المطلة على أمجاد أوغاريت وتراث الحضارات الإنسانية، دعوتها إلى إعلاء قيم التعايش المشترك والانفتاح على الثقافات، والتواصل والتفاعل معها بما يسهم في صون وإغناء الثقافات الوطنية وإثراء الثقافة العالمية».
وأكد رئيس مجلس الوزراء أهمية الحوار كعاملٍ أساسي في الاغتناء المشترك، ومعالجة قضايا المنطقة ومشكلاتها وتحقيق الأمن والاستقرار فيها، على أساس السلام العادل والشامل الذي يكفل عودة الجولان السوري المحتل، والأراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أنّ دور سورية كان على الدوام دوراً محورياً مفصلياً على صعيد تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
افتتاح فعاليات مهرجان المحبةوبين المهندس عطري أن المعطيات والوقائع أكدت صوابيّة مواقف سورية تجاه القضايا الإقليمية، حيث بات واضحاً ما تُجسده سورية من موقف ريادي ومستقبلي في منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى ما تمتلكه من رصيدٍ حضاري، وتلاحمٍ وطني، ووحدة وطنية، وقرارٍ سياسي صائب وشجاع، في مواجهة الضغوط والتحديات التي تتعرض لها جراء تمسكها بالثوابت الوطنية والقومية.
وأشار المهندس عطري إلى ما حققته سورية من نقلاتٍ نوعية وسريعة في ميادين البناء والتنمية الشاملة بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي يؤكد صحة الاتجاه الذي تسير به عن طريق البناء، والإصلاح الاقتصادي، ومواكبة منجزات العلم، وثورة التقانة الذي أثمرت جهوده وظهرت أثاره جلية في الميادين التشريعية، والإدارية، والاقتصادية، لافتاً إلى التركيز على إرساء قاعدةٍ مستدامة للتنمية غايتها الإنسان وتفجير طاقاته الخلاقة، ومنطلقها توجه حكومي مستقبلي يؤمن بان الإنسان أساس كلّ تنميةٍ، وان السبيل إلى تحقيق هذا التوجه هو ايلاء الاهتمام ببناء الإنسان المؤمن برسالة أمته، ووطنه، والعمل على توفير الظروف الملائمة لنمو فكره وإطلاق إبداعه، من خلال التركيز على تطوير منظومة التعليم بكلّ أشكاله ومراحله، والارتقاء بمستوى المناهج التعليمية وتشجيع البحث العلمي، الذي نطمح من خلاله إلى تحقيق تنميةٍ شاملة في المجالات والقطاعات المختلفة.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى تنوع فعاليات ونشاطات المهرجان في موسمه الحالي، وغناه بالندوات الفكرية، والأنشطة الأدبية، والمعارض الفنية، مؤكداً إنّ ذلك يعكس غنى الإبداع، وقوة العزيمة والإرادة، ويشكل منطلقاً ودافعاً أساسياً لتعزيز عملية البناء ومسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها جميع أنحاء سورية.
بدوره أكد زاهد حاج موسى -محافظ اللاذقية- «إنّ مهرجان المحبة أضحى دُرّة على صدر اللاذقية، يواصل مسيرته بثباتٍ وأمل راسخ وهو يلبس اليوم حُلةً جديدة في المدينة الواقفة في جفن التاريخ، حاملة فوق جبينها شامة أوغاريت وقصة الأبجدية الأولى».
افتتاح فعاليات مهرجان المحبةوأضاف حاج موسى «أن المهرجان أصبح تقليداً وطنياً وعرساً حقيقياً للمحبة، تحتضنه دُرّة المتوسط اللاذقية، هذه المحافظة التي شهدت كغيرها من محافظات القطر بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد تطوراً كبيراً في جميع المجالات والميادين، وهي مصدر فخرٍ واعتزاز لكل أبناء الوطن».
وأكد أنّ الفعاليات التي يتضمنها مهرجان المحبة ما هي إلا دليلٌ على تعزيز القيم الوطنية والقومية والإنسانية ورعاية الإبداع وتشجيعه.
من جهته أكد الدكتور عجاج سليم -مدير المهرجان- «إنّ مهرجان الباسل استطاع بدوراته التسع عشرة أن يُعزز مكانته بين المهرجانات المحلية والعربية، وبات قبلةً ومحط أنظار المتابعين والمهتمين بالفعاليات الأدبية، والفكرية، والفنية، والرياضية، وهو ما شكل حافظاً لنا للعمل بشكل دؤوب، لان تكون هذه الدورة مميزة بفعالياتها المختلفة بما يُغني المشهد الثقافي، والأدبي، والفكري، والحضاري، والفني، لسورية عموماً ومحافظة اللاذقية بشكلٍ خاص ارض الأبجدية الأولى ومهد الحضارة الأوغاريتية»، مشيرا إلى أنّ مهرجان الباسل يُعبر عن حالة التآلف والتطور الذي تعيشه سورية كل يوم تجسيداً للأهداف التي وضعها الشهيد باسل الأسد في الانطلاقة الأولى للمهرجان، منوهاً بالجهود التي قدمتها مختلف الجهات لإنجاح هذه الدورة.
ثمّ بدأت فعاليات المهرجان بعرضٍ فني قدمته فرق منظمتا شبيبة الثورة وطلائع البعث وعدّة فرقٍ مسرحية بعنوان «من الأزل إلى الأبد»، والذي يحاكي تاريخ سورية العريق وحضارة اللاذقية التي صدرت للبشرية الأبجدية الأولى.
كما تضمّن حفل الافتتاح عروضاً فلكلورية متنوعة إضافة إلى عروضٍ بالقفز المظلي وحفل العاب نارية أضاء سماء مدينة اللاذقية.
وتتضمن فعاليات المهرجان ندواتٍ فكرية وأدبية لأدباء وشخصيات، وأمسيات شعرية، وندوات حول الآثار في سورية، إضافةً إلى مسابقات في القفز المظلي تشارك فيها 12 دولة عربية وأجنبية، وعروض مسرحية للكبار والصغار، وسينما الهواء الطلق، وحفلات فنية يشارك فيها فنانون سوريون وعرب، ومعارض متنوعة في الرسم، والفن التشكيلي، والتصوير الضوئي، ومعرض للزهور
حضر افتتاح المهرجان وزراء الإدارة المحلية، والبيئة، والري، والثقافة، والنقل، وأمين فرع الحزب باللاذقية، وأعضاء قيادة الفرع، وأعضاء مجلس الشعب، ومديرو المؤسسات والدوائر الرسمية، وممثلو المنظمات الشعبية والنقابات المهنية بالمحافظة، وجمهورٌ غفير من أبناء محافظة اللاذقية والمحافظات الأخرى.


سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق