عمر الخيام: كتاب جديد ضمن سلسلة منشورات الطفل

14 كانون الثاني 2012

-

قدم كتاب عمر الخيام الذي قدمته هنادي زرقا في العدد السادس ضمن سلسلة منشورات الطفل السيرة الذاتية للشاعر الفلكي وعالم الرياضيات الخيام الذي برع في شتى العلوم الإنسانية شانه في ذلك شأن علمائنا الأوائل في التاريخ الإنساني.

وتبين الباحثة في كتابها الذي جاء في 128 صفحة ان الخيام ولد في نيسابور الواقعة في إيران عام 1051 ميلادية أمضى قسما من طفولته في منطقة بلخ شمالي افغانستان وتتلمذ على يد كبار المدرسين في منطقة خراسان وعاش في عصر كثرت فيه الاضطرابات والتغيرات السياسية إذ عاصر ثلاثة من ملوك السلاجقة ارطغرول 1029 و ملك شاه وسنجر وبرز كأحد ابرز شعراء العصر السلجوقي ووقعت في عهده الحروب الصليبية.

وقالت زرقا عرف عن الخيام كثرة اطلاعه وتنوع معارفه وشبه بالفيلسوف ابن سينا إذ أحاط بمعظم العلوم التي عرفت في عهده فقد كان عالما بالفلك والفقه خبيرا بعلوم القرآن إلى جانب درايته الواسعة بالفلسفة وعلوم اللغة والشعر والكيمياء والعقائد الدينية والرياضيات وكان في تلك العلوم صاحب الرأي الصائب والفكر المستقل الحر لكنه مال بطبعه إلى العلم المجرد لذلك تخصص في الفلك والرياضيات وقد عده بعض الباحثين من العرافين المتنبئين بالغيب.

وأشارت الكاتبة إلى أن الخيام اطلع على الفلسفة اليونانية وعرف مذاهب الفلاسفة الأقدمين وتأثر بهم إلى حد كبير كما اطلع على الآراء والمعتقدات المجوسية والبوذية التي كانت متداولة بين المفكرين آنذاك ونظم رباعياته بما تحويه من حكمة وفلسفة في أزمنة وأمكنة مختلفة فكل رباعية جاءت صورة لنفسيته فمنها جاء زاخراً بالإيمان وأخرى اعتراها الشك والتشاؤم كما انه لم يجمعها في كتاب أثناء حياته بل كان محبوه وأصحابه هم من قاموا بذلك.

وانقسمت الترجمات العربية لرباعيات الخيام إلى قسمين رئيسيين الأول ترجمات في لغة عربية فصيحة والقسم الثاني ترجمات عامية على ان من هذه الترجمات ما كان ترجمة مباشرة عن الفارسية ومنها ما كان ترجمة عبر لغة وسيطة كالإنكليزية التي قام بها فيتزجيرالد.

كما بينت الباحثة دور الخيام في تقدم الفلك والرياضيات حيث شهد العلماء بمهارته وغزارة علمه وذكائه الخارق في الرياضيات والفلك فقد دفعه اهتمامه بدراسة الفلك والرياضيات إلى إنشاء برج خاص به على هيئة مرصد مارس فيه دراساته في الفلك والرياضيات حتى غدا فلكي الأمير ملك شاه السلجوقي منذ عام 1075 حتى وفاته عام 1092 واحتوى هذا المرصد على اسطرلاب من صنع بغداد وجداول نجوم بطليموس وكرة سماوية من البرونز اللامع ومصباح للنجوم.

وأوضحت زرقا أن البيروني في كتابه التفهيم في صناعة التنجيم بين أن الخيام معروف بحنكته وسعة أفقه فقد كان يرى في الفلك علما رياضيا مبنيا على الرصد والحساب فدرس هذه العلوم وبرع فيها وفاق معاصريه من الفلكيين والرياضيين.

وأوردت الباحثة في الصفحات الأخيرة من كتابها مجموعة من رباعيات الخيام منها.. سمعت صوت هاتفا في السحر.. نادى من الحان غفاة البشر.. هبوا أملؤوا كأس الطلى.. قبل أن تفعم كأس العمر كف القدر.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق