الموسيقار عرفة: وسام الاستحقاق أضاف مسؤولية على مسؤولياتي التي التزمت بها طوال نصف قرن

14 01

رمز من رموز ثقافتنا، مبدع لا يحتاج إلى ترجمة، فتح عينيه وقلبه على كل ثقافات العالم، تفاعل معها وخاطبها بلغته، أبحر في التراث وعمّق رؤيته فيه وأعاد صياغته، أضاف الجديد وبحث عن اللحن الأجمل والكلمة الأعذب. لم يستعر أو يستورد وإنما جاءت موسيقاه وألحانه من صميم وجدان شعبه.
كرمه الشعب وعلى الدوام عندما حفظ ألحانه وردد كلماته، وكرمه رموز الفن الكبار عندما غردوا بألحانه وأطربوا بعذب كلامه.
مؤخراًَ وتحت رعاية وزارة الثقافة في دارة الأسد للثقافة والفنون في 14/1/2008 كُرّم الفنان الموسيقار سهيل عرفة بمنحه وسام الاستحقاق السوري الممتاز بعد رحلة عطاء دامت أكثر من نصف قرن وبحضور كل من السادة وزيري الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا والإعلام الدكتور محسن بلال ونقيب الفنانين في سوريا الفنان صباح عبيد وحشد من الشخصيات الرسمية والفنانين والمؤلفين والموسيقيين ومحبين الفنان المبدع المعطاء.
بدأ السيد وزير الإعلام حفل التكريم مخاطباً المبدعين في سورية:
"أنتم أيها المبدعون من تجملون حياتنا، لا أتصور سورية من دون صباح فخري ودريد لحام، لا أتصورها من دون نزار قباني وبدوي الجبل وعمر أبو ريشة، وعندما نتطرق لذكر بلدنا ونحن من أية بقعة من العالم، إنما نستذكركم أنتم أيها المبدعون، ويمثلكم اليوم الفنان الموسيقار سهيل عرفة، أنتم الذين تزرعون في وجداننا إنسانية الإنسان، تؤنسنونه تماماً كما حدث في الأزمنة الأولى في بلادنا في ملحمة جلجامش، هذه الأنسنة التي تنطلق من حب، تُصاغ فإذا هي قصيدة عذبة أو رواية مثيرة أو فكر أخاذ. فماذا عن ذاك الذي يحاكي لغة العالم «الملحن» ويتكلم بلغة البشرية جمعاء، إنه الفنان سهيل عرفة المبدع المدرك بأن العطاء الحقيقي ينبع من جوف الأرض، من جوف الوجدان فموسيقاه موسيقى سورية خالصة".
ووصف د. نعسان آغا عام 2008 بأنه عام ذروة العطاء الثقافي في سورية متمنياً أن يتدلى على كرم سورية عنب الإبداع الذي يتحول سلافاً يبقى في الوجدان وتنتشي به سوريا ويضيع في كل البلدان.
ومن على خشبة المنبر أطلق الفنان الموسيقار سهيل عرفة الفنان لرغبته وأمنيته الدفينة والتي لم يكن التكريم قطبها الوحيد بل تمنى لو كان والده حياً ليبارك تكريمه وهو الذي حطم له العشرات من آلة العود لعدم إيمانه بالفن كمعيل وفخري تمناه حياً ليرى أن الفن رسالة ورسالة إنسانية وحضارية. أما كيف نظر الموسيقار عرفة إلى هذا التكريم وما هي القيمة والأهمية التي ينطوي عليها في نفسه فيقول: "إن تكريمي اليوم ما هو إلا حصيلة مسيرة فنية عمرها نصف قرن من التعب والعذاب والألم والسهر وحب الجمهور لألحان سهيل عرفة توجت اليوم بكلمة ومباركة رسمية.
ولعل هذا التكريم والوسام أضاف مسؤولية جديدة على مسؤولياتي التي ألتزمت بها طوال حياتي المهنية حتى وصلت إلى هنا. إلى شرف التكريم والثناء".
يذكر أن حفل التكريم تضمن فيلماً وثائقياً قصيراً تناول حياة الفنان سهيل عرفة منذ بداية مسيرته الفنية ثم قامت جوقة موسيقية بغناء بعض من أجمل أغانيه وعزف أشهر ألحانه.


رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق