فرقة جلنار للمسرح الراقص

29 تشرين الثاني 2011

جوهر التراث السوري والموروث الشعبي ببصمة شباب سورية

ترسم بإيحائيتها لوحات فنية تعبر فينا إلى عبق التاريخ وجمال الحاضر وتبهج بألوانها أنظار من يراها يعيش لحظاتها التي تخطها عن بلد السحر والجمال يستوحي منها قصص الرسالة السامية في الإرث الإنساني إنها جلنار فرقة شبابية للمسرح الراقص بدأت خطوتها الأولى عام 1997 لتضم بين جناحيها أكثر من خمسين راقصا وراقصة من فئة الشباب المثقفين الأكاديميين وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية والموسيقا إضافة إلى عدد من الجيل الجديد.

من هنا انطلقت جلنار في مسارها متخذة من هذا الفن رسالتها لتعكس ثقافة الشعب السوري واصالته وذلك على يد الأستاذ علي حمدان الذي بدأ مشواره مع موهبته وهو في التاسعة عشرة من عمره عن طريق منظمة اتحاد شبيبة الثورة كمدرب للمسرح الشبيبي وتطورت هذه الموهبة مع فرقة أمية التابعة لوزارة الثقافة حيث اكتسب الخبرة الفنية منها واتبعها بدورة خاصة في مدينة ميونخ لدعم خبرته ثم قرر بجهود شخصية مع عدد من الشباب المثقف وضع اللبنة الأساسية لفرقة جلنار الفتية متخذة في طريقها المحافظة على الفلكلور السوري الشعبي والهوية السورية وثقافتها العالية فكان أول ظهور لها بتشجيع من الفنان السوري الكبير دريد لحام بمهرجان الأغنية السورية عام 1997.

ويقول حمدان في حديث لنشرة سانا الشبابية.. فرقتنا تعتمد على دم الشباب وفيها تجديد دائم لهذا الكادر كون الشباب هو عنوان استمراريتنا وهو المحرك الأساسي لأي عمل نقوم به لذلك نسعى لاستقطاب اجيال شابة ضمن معايير وشروط أهمها الجسم السليم والعقل السليم اضافة لامتلاكه حسا موسيقيا وفنيا وسرعة بديهية في التفكير ورغبة قوية في إتباع هذا الفن ثم نعمل على صقل هذه المواهب وتدريبها بشكل تحرك إدراكات الراقص الخاصة للوصول إلى الهدف المنشود في مكمن هذا الفن وجوهره.

وبعد أن يصبح الراقص عضوا ضمن الفرقة يتطلب منه بعد ذلك الانتقال من هاو إلى محترف مع الاحتكاك المباشر مع الاعمال الفنية ضمن الفرقة سواء كانت في سورية أو خارجها لذلك تعتمد تدريبات الفرقة الشكل اليومي لها حيث تخصص ثلاث ساعات تقريبا للتدريب أما عند التحضير لعرض أي عمل فني فإن أوقات التدريب تمتد إلى ما لا نهاية من الوقت لتحقيق الغاية المطلوبة من إنتاج العمل.

وتابع حمدان .. طالما أن عملنا يعتمد على الإظهار البصري أكثر منه في البشري فإن الراقص يزيد من قيمة العطاء لديه في مختلف الأعمال كلوحة متكاملة وأما التوظيف في التعبير عن أشخاص معينة في العمل الواحد فسيكون حسب الحالة المطلوبة. وعن الرسالة والتوجهات التي تسعى إلها الفرقة يقول حمدان.. إن فرقة جلنار هي من ضمن الفرق
الفنية التي اتخذت المنحى الفلكلوري والشعبي السوري سواء على مستوى الوطن العربي أو العالم لافتا إلى أن روح القيم الأخلاقية والالتزام وتفضيلها على المصلحة الخاصة هو السمة الدائمة التي يتسم بها كل عضو منتم لهذه الفرقة إضافة إلى حس المبادرة والإبداع العالي بما يساعد على استمرار العمل نحو الأفضل.

وتابع حمدان .. كلنا يعلم قيمة الفن بالنسبة للغرب وما درجة احترامهم وحبهم له ومن هنا نعتبر أن النقطة الهامة هي التركيز على منظومة القيم الاجتماعية لأعمالنا محافظين فيها على كل ما يمس الموروث الشعبي بعيدين عن تقليد الغرب كون العادات والمبادئ والتقاليد العربية هي أسمى شيء فيها بما تحمله من القيم الإنسانية أكثر منها في أي مجتمع غربي وهذا ما نتفوق به عليهم.

وتحدث حمدان عن الدور الذي تلعبه الفرقة في نقل رسالة سورية الحضارية عن طريق الفن الراقي مشيرا إلى أنه في ظل الظروف التي تمر بها سورية وانطلاقا من الالتزام الوطني رفضت الفرقة المشاركة في مهرجان قطر بعد أن وجهت دعوة خاصة للفرقة لحضور المهرجان.

وعن أعمال الفرقة الحالية أوضح حمدان أنهم بصدد التحضير للعمل الضخم سحر الشرق وهدفه التأكيد على أن سورية مهد الحضارات والديانات ومنها ينتشر السلام والمحبة لكل الإنسانية.

ومن أعضاء الفرقة البارزين كان للفنان محمد العلي 29سنة تعبيره الخاص عن وجوده بالفرقة حيث بدأ معها منذ 12عاما متفرغا بالعمل فيها ومعتمدا عليها كمردود مادي بالرغم من تمويلها الشخصي الذاتي شأنه شأن كافة أعضاء الفرقة وهذا المردود يأتي من إنتاج العمل الفني موضحا انه بالمقابل يتوزع مردود العمل على المسرح والديكور ولباس والإكسسوار إضافة للصوت والإضاءة وغيرها من التحضيرات التي يحتاجها أي عمل فرأسمالهم هو لغة جسدهم مع كافة الصعوبات التي يتعرضون لها.

وتابع العلي .. إن الحياة الأسرية التي يعيشها اعضاء الفرقة معا حتى بعيدا عن مجال العمل هي ما تجعلهم يتمسكون بأصول العمل والتزاماته كما أن جولاتهم على بلدان العالم سواء العربية او الاجنبية زادتهم انفتاحا على الحياة بثقافات وعلاقات اجتماعية تختلف من بلد لآخر.

ويضيف العلي.. إن نقطة التركيز في العمل مهمة جدا كمتطلبات وواجبات على الراقص اتقانها اضافة لروح العمل الجماعي التي تساعد على نجاح العمل.

أما ميس الحسن 25سنة من الشابات النشيطات في الفرقة والمحبات للعمل كما رفيقاتها لدرجة أنهن يعتبرن تدريباتهن اليومية التي تسبق عرض العمل أو تتضمنه متنفسا لهن من صعوبات الحياة إضافة لكونها تمنحهم اللياقة البدنية والجسدية.

وتشير ميس إلى أن محبتها لتراثها الفلكلوري والتقاليد القديمة والمتسمة فيها الفرقة شجعها على الانتساب لتلك الأسرة الفنية الراقصة وهو ما يميزها عن بقية الفرق الأخرى بما تعتمده على الغرب في عروضها.

يذكر ان فرقة جلنار.. قدمت العديد من الأعمال الفنية والدرامية المتميزة على مر سنوات إن كان خارج سورية مثل أرابيسك وليلة عربية في افتتاح أولمبياد بكين بالصين2008 وعسل يا وطن في قطر 2008 وعناق الينابيع في أبو ظبي 2004 وفي داخل سورية كالدومري 2006 وسحر الشرق ونقوش زمنية إضافة إلى العديد من المهرجانات في سورية كفعاليات طريق الحرير بعدة أعوام وحلب عاصمة الثقافة الإسلامية ومهرجان دمشق للثقافة والفنون وفي العديد من الدول كمهرجان مسقط والدوحة الثقافي وفي لارنكا ودبي بأعوام مختلفة إضافة إلى الكثير من المهرجانات الأخرى والفعاليات المتنوعة .


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق