شابة فلسطينية تستفيد من برامج ريادة الأعمال في سورية
22 تشرين الثاني 2011
لتبدع مشروعها من عبق التراث الفلسطيني

يعد فن التطريز الفلاحي بواسطة الكنفا جذرا من جذور التراث الفلسطيني وأحد أبرز فنونه الشعبية الذي تحول عبر العصور الغابرة إلى حرفة تطورت لتصبح مورد رزق للكثير من النساء الفلسطينيات أينما وجدن.
ومنهم الفنانة الفلسطينية عبير عبد الفاخر أبو خليفة تولد دمشق 1978م التي تعمل بالأشغال اليدوية المتعلقة بالتراث الفلسطيني حيث التقتها نشرة سانا الشبابية لتحدثنا عن مشروعها القائم على حرفة التطريز الفلاحي عبر الكنفا قائلة: إن مشروعها أبصر النور بعد سماعها عن الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات ومؤسسة بداية اللتين كان لهما الفضل الكبير في تمويل مشروعها إثر حصولها على قرض صغير بقيمة /200 / ألف ليرة سورية بعد موافقة المؤسستين على دراسة الجدوى الاقتصادية الخاصة بمشروعها الذي باشرت به في منطقة مخيم اليرموك وأطلقت عليه اسم /إيلاء/ أو بيت الله.
تابعت عبد الفاخر: إن التطريز الفلاحي بوساطة الكنفا هو تراث فلسطيني عريق تشتهر به النسوة الفلسطينيات باعتباره جزءا مهما من حياتهن كما يعتبر أحد أبرز الفنون الشعبية الفلسطينية الذي ترثه المرأة وتنقله إلى بناتها وللأجيال القادمة من بعدها وتستعمله لتزيين ثوبها التقليدي والكماليات الأخرى للباسها ولترتيب بيتها لافتة إلى أن التطريز الفلسطيني برسوماته وأنواعه قد خضع لتغيرات أساسية مع مرور الزمن وينتج بواسطته قطعا غاية في الجمال والروعة تزين بها جنبات المنازل حتى المتواضعة منها وتضفي عليه شيئا من السحر والجمال الأخاذ.
وبالنسبة للكنفا تبين عبد الفاخر أنه تصنع من قماش الإيتامين المنسوج على شكل شبكي وهي نوعان كنفا جاهزة مطبوعة الرسوم آليا أو يدويا و مصحوبة بخيوط حريرية ملونة تتوافق مع ألوان الرسمة المطبوعة على الكنفا ويباشر تطريزها وفقا للألوان المطبوعة بها الكنفا وتتميز بتنوعها وغناها برسوم تطريزية منوعة ومناظر طبيعية عدة كما تتجه بجزء منها للأطفال بغية تعليمهم مبادئ الكنفا وأصولها تدريجيا عبر اعتماد البساطة في انتقاء الرسوم والألوان الداخلة في الكنفا الموجه إليهم ومن أنواعها اللوحات الجدارية الفنية الأثواب الفلسطينية الشعبية والتابلوهات الكبيرة والوسادات المطرزة بواسطتها.
وتضيف: إن النوع الثاني من الكنفا غير مطبوع نهائيا وخال من أي رسوم ومعروفة بلونيها البيج والأبيض بالمتر من المحلات المخصصة لها وهو الذي تعتمده في التطريز الفلاحي وخاصة الأثواب الفلسطينية بعد وضع القماش تحت الكنفا مشيرة إلى أن الأدوات الملحقة بالكنفا هي القماش بأنواعه والمقص والإبر اليدوية الخاصة بها التي تتميز بتنوع مقاساتها وفقا للخيط المستعمل وفتحة الكنفا وتعرف من رأسها المدبب غير الحاد المصمم لذلك لتجنب الإضرار بالقماش والخيوط وأيدي شاغلها.
وتلفت عبد الفاخر إلى أن أداة الطارة تساعد على حصر القماش المستخدم عبر دائرتين يوضع القماش بينهما وتفيد المبتدئات في التحكم بالقماش عند التطريز وأن الخيوط أيضا من العناصر الأساسية الداخلة في تصنيع الكنفا ومنها خيوط /المولونيه/ الحريرية التي تتميز بتنوع ألوانها وهي عبارة عن شله من الخيوط المخصصة لشغل الكنفا لافتة إلى إمكانية استخدام خيوط الصوف شرط الانتباه لسماكته وملاءمته لفتحة الكنفا بغية إتقان العمل اليدوي.
وأوضحت عبد الفاخر أن التطريز الفلاحي يبدأ باعتماده في غرزه ورسومه على وحدات تطريزية ثابتة تضفي على الشكل العام للقماش سمة الانتظام والجمالية وأن من أهم الغرز التي تتقنها /النجمة والأوّراة والوردة والمزهرية وعرف الديك وغرزة الحصان/ لافتة إلى أنه وبعد الانتهاء من التطريز على الكنفا ومن تحتها القماش تعمل على تسحيب خيوط الكنفا بشكل طولاني وعرضي بشكل متواصل حتى يتحرر القماش كليا من خيوط شبكة الكنفا ولنحصل بذلك على تطريز مباشر على القماش.
وأشارت عبد الفاخر إلى أن أهم ما يميز هذه الحرفة الفلسطينية التي ورثتها عن والدتها وجداتها رسومها التطريزية العريقة بأشكالها الهندسية والنباتية والزخرفية إضافة إلى تسرب بعض الرسومات الغربية إلى أثواب النساء التقليدية منها الأزهار والطيور والحيوانات.
كما تتقن الفنانة الفلسطينية عبير عبد الفاخر فنونا أخرى منها الحرق على الخشب والأشغال اليدوية بالخيش وصنع الحلويات الفلسطينية.
الوكالة السورية للأنباء - سانا

