متحف جيولوجي في اللاذقية

19 تشرين الثاني 2011

أثارت مبادرة الباحث الجيولوجي فواز الأزكي إعجاب المختصين والمهتمين وعامة الناس بتحويل منزله في قرية قسمين شمال شرق اللاذقية 19 كم إلى أول متحف جيولوجي في سورية ليكون أندر المتاحف الجيولوجية بالعالم.

وأوضح الدكتور الأزكي أن المتحف ينقسم إلى جناحين الأول في الهواء الطلق والآخر داخلي يحتوي الاول على عينات صخرية ضخمة تبلغ أبعادها60 إلى 145 سم وأوزانها بين 75 كغ و طن واحد تمثل جميع أنواع الصخور المنتشرة في سورية وضع على كل عينة اسمها ومصدرها باللغتين العربية والانكليزية.

ولفت الأزكي إلى أن متحف الهواء الطلق يحتوي أيضا على مجسمات للديناصورات بأبعادها الحقيقية منها مجسم للديناصور العاشب الذي سيطر على الأرض خلال دور الجوراسي منذ 140 مليون سنة بطول 23 م وارتفاع 6 م ومجسم للديناصور اللاحم الذي انقرض في نهاية دور الكريتاسي منذ 65 مليون سنة إضافة إلى مجسم للديناصور الطائر ومجسم معدني للكرة الأرضية بقطر 220 سم يعتبر من أضخم مجسمات الكرة الأرضية في العالم.

وأشار الأزكي إلى وجود مجسم للبركان قطر قاعدته 450 سم وقطر فوهته 120 سم وارتفاع 4 م يمكن الدخول إليه عبر بوابة مقتبسة من بوابة اوغاريت ويحتوي بداخله على عينات بركانية من ستة براكين سورية أعماقها تزيد على 30 كم إضافة إلى مجسم للبنية الداخلية للأرض وخارطة تضاريسية لسورية ثلاثية الأبعاد بطول 330 سم وعرض 330 سم كتبت عليها عبارة علمني الفلك أن الأرض أجمل الكواكب وعلمتني الجيولوجيا أن سورية أجمل بقعة على الأرض مشيراً إلى توفر مقاعد رخامية ضمن ساحة المتحف تتسع لأكثر من ثمانين طالباً من أجل الجلوس والكتابة أثناء شرح المحاضرات العلمية للزائرين.

وأوضح الدكتور الازكي أن جناح المتحف الداخلي تم تصميمه وتنفيذه بشكل يتناغم مع الثقافة السورية وبني من صخور سلسلة الجبال الساحلية وان السقف مبني من الحجارة فقط دون إسمنت مسلح احتراماً للثقافة المعمارية للقلاع السورية.

وبين ان المتحف الداخلي يتكون من سبعة أركان الأول منها خصص للمستحاثات وشكله دائري تماما وعلى سطحه مجسم لنجم البحر "رمزاً للمستحاثات السورية" وضعت بداخله جميع المستحاثات المكتشفة في سورية ضمن صناديق خشبية نموذجية ذات واجهات زجاجية وعلى كل صندوق هوية المستحاثة وعلى الجدران الداخلية رسوم تمثل بانوراما التطور الباليوجغرافي لسطح الأرض وعلى السقف مجسمات للشمس وكواكبها بأبعادها النسبية.

أما الركن الثاني فهو مخصص للفلزات وتم بناؤه بشكل موشوري وبداخله وضعت جميع الفلزات السورية ضمن صناديق نموذجية عليها هوية كل فلز بينما سمي الثالث ركن الجيولوجيا الفطرية وبني بشكل نصف كرة ويحتوي على عينات تراثية سورية كيف استخدم الإنسان السوري القديم الصخور بشكل صحيح دون أن يدرس علم الجيولوجيا ويحتوي على أوان منزلية من الفخار وجرن من البازلت وباطوس من الجابرو ومدحلة من الحجر الرملي.

وأضاف الباحث الجيولوجي فواز الازكي أن الركن الرابع ركن الثقب الكوني الأسود عبارة عن دهليز بسقف مقوس يصل إلى الركن الخامس الذي بني على شكل مغارة تم تصميمها اقتباسا من المغارات السورية بصواعدها ونوازلها مشيراً إلى أن الركن السادس هو ركن الصخور ويحتوي على عينات نموذجية لجميع الصخور في سورية ضمن صناديق نموذجية علقت على جدرانه أقدم خارطة جيولوجية لسورية 1945 بينما الركن السابع فهو مكتبة المتحف وتحتوي على أكثر من 700 كتاب أغلبها مراجع في علم الجيولوجيا اضافة إلى عينات لجميع الخامات السورية.

وكشف الدكتور الازكي أنه يقوم بتأسيس مرصد فلكي على سطح المتحف موضحاً أن الدخول إلى المتحف مجاني لجميع الأفراد والمؤسسات حيث استقبل حتى خريف العام الحالي أكثر من ثلاثين ألف زائر من المدارس والجامعات السورية والسائحين والباحثين لافتاً إلى أنه يعمل مع الجهات الرسمية السورية لمخاطبة اليونيسكو لإعلان اللاذقية أول منتزه جيولوجي وأنه طبع أول موسوعة جيولوجية كاملة من الألف إلى الياء لتكون الأولى في العالم من حيث الاسم والمضمون.

والباحث الدكتور فواز الازكي أستاذ في قسم الجيولوجيا بجامعة تشرين وحاصل على ميدالية أكاديمية العلوم الرومانية 1995 ومن أبحاثه المنشورة والمعروفة تأثير مياه البحر المالحة على المياه الجوفية العذبة في سهول اللاذقية وتحديد مصادر المياه العذبة في سرير نهر الكبير الشمالي وحوض السن المصدر والمصير والمكتشف الأول للديناصور السوري في عام 2001 كما فاز مشروع البحث العلمي الذي قدمه إلى الهيئة العلمية للبحث العلمي في الجمهورية العربية السورية بالدعم المالي لانجاز البحث وهو بعنوان البحث الجيولوجي عن الفلزات المفيدة في سورية ومدة البحث 24 شهراً.

الوكالة السورية للأنباء - سانا