حفل تأبين للدكتور زهير البابا في مجمع اللغة العربية

27 تشرين الأول 2011

أقام مجمع اللغة العربية مساء أمس حفل تأبين للدكتور زهير البابا بمناسبة مرور أربعين يوما على رحيله وذلك في قاعة المحاضرات بالمجمع.

وأشادت الكلمات التي ألقيت في حفل التأبين بمناقبية الفقيد الذي كان علماً من أعلام الحركة العلمية والثقافية التي أغنت العالم العربي بدراساته وأبحاثه ومخطوطاته التي أعادت إلى الجمهور معرفة ما أهمل من تراث ثري فيه الكثير من الكنوز التي يمكن الإفادة منها.

وأشار الدكتور مروان المحاسني رئيس مجمع اللغة العربية في كلمته إلى دور الراحل في إضفاء صبغة ناصعة على العمل الفردي المتسق مع العمل الجماعي في اللجان والندوات حيث اختار الانغماس في تحقيق النصوص التراثية المرتبطة باختصاصه محاولا إحياء ما فيها من نظرات علمية ثاقبة ومسارات فكرية أصبحت دعائم لكل ما تلاها في مجالات العلوم.

وأضاف المحاسني أن الراحل بقي مخلصا لمجالات الصيدلة حيث نقل إلى المجمع حبه للاقربازين وولعه بالعقاقير وتصنيفه للدساتير واهتمامه بالسموم والترياق وتاريخ الطب وعلم المياه موضحا أن الراحل تميز بإصراره على الإفادة من التراث العلمي العربي ومبرزا لما هو معروف من هذا التراث الذي يؤكد على أن لغتنا العربية لغة حية لم ينقطع اتصالها بجذورها على مر العصور.

وأوضح رئيس المجمع أن الدكتور البابا كان من الذين فضلوا الانضمام إلى أولئك المعتزين بتراثنا والمبرزين لما فيه من منطلقات تساعدنا على استيعاب ذلك السيل المعرفي الآتي من الغرب حيث كان لمساهماته وقع كبير لدى زملائه وطلابه المتأثرين بشخصيته الهادئة وإخلاصه للعلم.

بدوره أشار الدكتور مكي الحسني أمين المجمع في كلمته التي ألقاها باسم أصدقاء الفقيد إلى أن الراحل كان رجلا يتحلى بمزايا الأفاضل الذين يقفون حياتهم لتحقيق هدف نبيل وإنسانا طيب العشرة هادئ الطبع صادق القول مخلصا في عمله وفيا لأصدقائه وافر الأدب يحسن الإصغاء إلى محدثه ويعبر عن رأيه بكثير من التهذيب فضلا عن ذلك كان رب أسرة مثاليا.

من جانبه تحدث الدكتور محمد عامر المارديني رئيس جامعة دمشق عن سيرة الراحل العلمية الغنية بالأبحاث والمؤلفات والمخطوطات التي حققها مشيرا إلى أنه كان من العلماء الذين لا يجدون وقتا يضيعونه ولا تهينهم الشدائد ينذرون أنفسهم للعلم ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة حيث كان عنوانا للعطاء الذي يستمتع به دون مقابل.

واختتم الدكتور مازن البابا الحفل بكلمة آل الفقيد تذكر فيها والده كأب عطوف حنون يجود على أولاده بالاهتمام والمحبة ويغرس في قلوبهم مكارم الأخلاق وحسن المعاملة ويوسع آفاقهم بالحوار متطرقا إلى صورة والده الفقيد كابن بار لا ينكر فضل أبيه في مسيرته العلمية.

كما قدم لمحة بسيطة عن سيرة والده العلمية والأدبية وحبه للغة العربية وللشعر الذي اخذ من ذاكرته حيزا كبيرا وكان دائم الترديد لأبيات تأتي في مكانها المناسب موضحا أن والده الراحل لم يترك منصبا علميا إلا وكان له فيه حصة فكان عضوا فاعلا حتى آخر أيامه في مجمع اللغة العربية مشيرا إلى أن الأجيال القادمة ستجد في الآثار العلمية التي تركها ينابيع لا تنضب من عصارة جهد طويل.

حضر حفل التأبين الدكتور عبد الرزاق شيخ عيسى وزير التعليم العالي ونخبة من الشخصيات الثقافية والأدبية وحشد من المهتمين.

يذكر أن الدكتور زهير البابا من مواليد دمشق عام 1924 حصل على دكتوراه بعلوم الصيدلة من جامعة بروكسل عام 1948 عين عميدا لكلية الصيدلة بجامعة دمشق عام 1949 حاز العديد من الجوائز التقديرية والميداليات.

وكان عضوا في لجنة الحضارة العربية لتحرير الموسوعة العربية الكبرى وعام 1988 انتخب عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية في دول عربية وأجنبية وله العديد من المؤلفات منها علم تشخيص العقاقير النظري وتاريخ وتشريع وآداب الصيدلة وعلم الحياة النباتية وغيرها إضافة إلى تحقيقه ألفية ابن سينا في الطب.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق