موسى: اللغة العربية أم اللغات وأهم أسس القومية

13 أيلول 2011

وضح الدكتور خليل موسى أن اللغة العربية من أقدم لغات العالم وتلقب بأم اللغات فهي متجذرة في القدم لكنها ما زالت فتية لما تملكه من طبيعة مرنة وإيقاعات سلسة وخصائص مختلفة قابلة للتجدد ومواكبة الحياة.

وقال موسى في محاضرته "اللغة العربية ..الهوية والنسب" التي ألقاها أمس الأول في ثقافي اليرموك ان اللغة العربية من أهم الأسس القومية فإذا أصابها عارض ما أصيبت الأمة به وهذا ما سعى إليه أعداء العروبة قديما وحديثا للنيل من صلابة اللغة بالمراهنة على المتكلمين بها من أصحاب النفوس الضعيفة فاستطاعوا غير مرة ان ينالوا من شكيمتها الى حين ولكنها سرعان ما كانت تعود الى حيويتها وقوتها وكأنها تستعيد شبابها بالمحن التى تواجهها وبالضربات القاتلة التي توجه إليها وتكشف عن جوهرها الأصيل.

ولفت موسى الى خصائص اللغة العربية التي تؤهلها للبقاء والتطور والحياة ومنها الاشتقاق وتوليد الكلمات ذات الأصل الواحد وقدرتها على الاختصار والحذف والاستطراد والترادف والتضاد والمرونة بتغير الدلالة بوساطة الحركات واستيعاب علوم الحضارات الأخرى والاستفادة منها إضافة إلى قدرتها على تدريس العلوم المعاصرة بلسان عربي فصيح وتجربة الجامعات السورية وخاصة الفروع العلمية كالطب والرياضيات دليل على ذلك.

وأوضح موسى أن الصراع بين اللغة العربية والعوامل الخارجية لم يتوقف في يوم من الأيام فقد كانت مستهدفة دائما لكن طبيعة الصراع وحدته تختلفان بين وقت وآخر فتشتد في أيام الشدائد والضعف وتلين في أيام القوة والسيادة ورغم المحاولات التي واجهت اللغة العربية عبر تاريخها الطويل إلا أنها خرجت منها أشد شكيمة وأقوى عزيمة.

وطرح موسى في محاضرته بعض الحلول لعلاج الأزمة التي تعاني منها اللغة العربية و لاسيما في عصر العولمة ومنها إعادة الاهتمام بمدرس اللغة العربية وتأهيله واحترامه وتحسين أوضاعه لان مهنة تعليم اللغة تحتاج إلى خبرات متقدمة مع ضرورة تغيير طرائق تدريس هذه اللغة والعمل على تيسير النحو بدلا من تعقيده.

وقال صاحب كتاب "قراءات في الشعر الحديث والمعاصر" لا بد من زيادة الاهتمام بوضع اللغة العربية ونشر الوعي اللغوي والحرص على إقامة الندوات والمحاضرات بدءا من القرى الصغيرة والبعيدة إلى المحافظات والمدن إضافة إلى زيادة الاهتمام بالقراءة لأن أي شعب لا يقرأ لا ينتج ولا يبدع وانما يعيش عالة على ابداعات الشعوب الاخرى لافتا إلى ضرورة تشجيع التأليف الذي يعد احدى الطرق لنهضة اللغة.

الوكالة السورية للأنباء - سانا