أعلام النقد الفني في التاريخ في كتاب لـ عبد العزيز علون

09 آب 2011

قدم الناقد والباحث الفني الدكتور عبد العزيز علون بحثاً فنياً عن أهم أعلام النقد الفني في العالم وفي منطقتنا بصورة خاصة من خلال كتاب أعلام النقد الفني في التاريخ الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب مراعياً تقديم سير الأعمال الفنية مع خلفيتها الفكرية.

واختار الباحث في الباب الأول كتاب نحو ما هو سام في الفن لـ كاسيوس لونجنوس التدمري لتذكير القارئ بدور هذا الناقد الفني الكبير وضرورة الاحتفاء بالأعمال الفنية المتميزة في تدمر ومحيطها مستعرضاً أحداث أسر هذا المستشار والوزير الأول لملكة تدمر زنوبيا إلى جانب ملكته وبقية مستشاري المملكة مع التعريف به وبنشأته وبدوره الفكري والسياسي والشعري ومدى تأثر تاريخ الأدب الأوربي بأعماله.

وانتقل الباب الثاني من الكتاب إلى ما فعله عمرو بن لحي قبل الإسلام باستيراد مجموعة من التماثيل التي تميزت بالطابع الهيلينستي وفن ما بعد الاسكندر مع بيان أسباب نقد العصر الإسلامي لعمرو بن لحي وتكفيره بسبب إدخاله للأصنام إلى مكة والدعوة لعبادتها مع ذكر تلك الأصنام ومنها إساف ونايلة وود وسواع ويغوث ويعوق وهبل ومناف وغيرها مع بيان أشكالها وطريقة نحتها وإلى أي مدارس فنية تعود إلى جانب التطرق إلى إشكالية النحت العربي قبل دخول الأصنام لمكة.

وعرف الباحث بنشأة وثقافة القديس يوحنا الدمشقي ومن ثم وجهة نظره حول أهمية الايقونات والقيم الجمالية التي تقدمها وجوه القديسين والقديسات معتبراً أن هذا الرأي جاء كفلسفة جمالية أرست قواعد فن التصوير الوجهي وحمت الفن البيزنطي من السقوط بعد أن ظهرت فترة تحطيم الأيقونات إلى جانب إيراد مؤلفات القديس يوحنا الدمشقي ومقالاته وأبحاثه حول أهم موضوعات عصره مع عرض عدد من صور الأيقونات.

وأفرد الكتاب باباً عن كتاب حياة الفنانين للناقد جورجو فاساري كأشهر كتب عصر النهضة النقدية حيث أضاف إلى عصره مجداً أغنى سيرة إبداع فناني ذلك العصر ملخصاً السجال الطويل الذي دار في القرن التاسع عشر في انكلترا وأوربا وأسفر عن الخروج من التقاليد الأكاديمية والدخول في الحقبات المشرقة في تاريخ الفن وهي المدارس الرومانسية والانطباعية والتأثيرية وما بعدها.

ثم يقف الباحث عند الناقد الفني والشاعر المشهور غوليوم أبوللينير مؤسس وواضع أسس أهم المدارس الفنية المعاصرة كالتكعيبية والسريالية والأورفية والحروفية والمدافع عن المستقبلية والدادا إلى جانب نقل بعض قصائد هذا الشاعر إلى العربية لتوضيح الكلمة التي أدخلها أبوللينير إلى لغة النقد الفني.

وينهي علون بحثه بالتوقف عند عالم الدراسات الأنثروبولوجية فاسيلي كاندينسكي الذي اكتشف الفن التجريدي وأبدع أوضح الأمثلة على هذا النوع من الفن مقدما إياه كلغة فنية أخرى تضاف إلى الأشكال المقروءة العادية بالاعتماد على هندسة الصورة ذات البعدين والخروج عن الفراغ الكوني الخالي من الشخوص والبعد عن تمثيل الواقع من خلال الجنوح نحو المادة الفنية اللاموضوعية.

كما تضمن الكتاب الذي يقع في مئتين وثمانية وثمانين صفحة من القطع المتوسط ملحق صور ملونة للوحات عدد من الفنانين العالميين الذين تم التطرق لهم في الدراسة تنوعت بين عدة مدارس فنية.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق