مهارات العقل ضمن حلقة الكتاب الثقافية الشهرية في حلب

22 حزيران 2011

ألقى الكاتب الأستاذ عدنان كزارة ضمن حلقة الكتاب الشهرية محاضرة تحدث فيها عن كتاب «مهارات العقل واستكشاف عاداته» وذلك ضمن صالة دار الكتب الوطنية في مدينة حلب مساء يوم السبت 4 حزيران 2011. وقد تضمنت المحاضرة عرضاً لموضوع الكتاب إضافة إلى القضايا التي يطرحها مرفقة بالأمثلة والبراهين.

ويقول المربي كزارة بأن أهمية هذا الكتاب تتثمل في «نظرته التفاؤلية» تجاه حول الذكاء حيث يقول: «يتبنى هذا الكتاب النظرية القائلة بأن ذكاء الإنسان ليس محكوماً بالوراثة، إنما كل إنسان يمكن أن يكون ذكياً في حال تم التواصل معه بالطريقة المناسبة. سبب طرحي لهذا الموضوع هو أنه موضوع ضروري لكل أسرة ولكل فرد في المجتمع خصوصاً وأنني كمربي لاحظت كيف أن النظرة التربوية لدينا في البلد تنص على أن الذكاء أمر وراثي وأن هناك بعض الأطفال بعيدون عن الذكاء مهما حاولوا. يطرح هذا الكتاب طرحاً جديداً ويعتمد حيث يتحدث عن فكرة أن كل طفل هو طفل ذكي في حال تم إيجاد طريقة التعامل المناسبة معه التي تفجر هذا الذكاء».

ويضيف بأن النظرية الحديثة في التعليم السائدة في العالم هو جعل الطالب شريكاً في العملية التعليمية بدل أن يكون المعلم هو المحور مضيفاً بأن ملاحظة أن البيئة عامل مهم أيضاً حيث ما يصلح لمجتمع لا يصلح لآخر ويضيف: «رأينا في بداية العام الدراسي الماضي كيف أدخلت وزارة التربية المناهج الدراسية الجديدة وكيف اعترض الناس عليها لصعوبتها. أود أقول في هذا الصدد أن المناهج تعتبر حديثة وممتازة إلا أن المشكلة تكمن في التطبيق. كيف أستطيع إدخال منهاج حديث إلى قاعة صف تحوي 40 أو 50 طالب خصوصاً مع اعتماد المنهاج على فاعلية الطالب وتبنيه مبدأ "لكل طالب حصته"؟ حالياً المنهج صعب التدريس في مدارسنا لأنه يعتمد على مفهوم "التعلم" ولا يمكن تطبيقه في ظل عدم وجود وسائط متعددة وتواجد 50 طالب في صف واحد ولذلك حكموا عليه بالفشل. الهدف من الكتاب الذي أقدمه هنا هو تزويد المربين التربويين بشرح عن العادات العقلية وأهميتها ليتمكنوا من تلقينها للصغار - وحتى الكبار - لكي يتمكنوا من استخدام القدرات العقلية التي لديهم».

بالعودة إلى الكتاب، يقول المربي الأستاذ كزارة بأن الكاتب مترجم عن اللغة الإسبانية وينتمي مؤلفوه إلى أمريكا اللاتينية مضيفاً بأن الكتاب ينقسم إلى ثلاثة فصول أساسية يبدأ مع الفصل الأول منه حيث يقول: «يقدم الفصل الأول من الكتاب التصور الجديد للذكاء بأن المقدرة هي ذخيرة المهارات المكتسبة وأن الذكاء ينمو من خلال الجهود التي يبذلها الإنسان حيث تعتبر هذه النظرية معاكسة لنظرية الذكاء الأوروبية التي تعتمد على مبدأ الوراثة. يصبح الأطفال أذكياء إذا عوملوا على أنهم كذلك، ويتطور الذكاء بناءً على أنواع المثيرات التي يحصل عليها الدماغ من البيئة المحيطة. ويستعرض الفصل النظريات المتعددة للذكاء حيث يطرح أشهر النظريات المتعلقة بهذا الصدد ومنها النظرية القائلة بأن الذكاء ليس نمطاً واحداً بل متعدداً ضمن عدة أنماط هي: لفظية - منطقية أو رياضية - موسيقية - مكانية - طبيعية - بين شخصية (العلاقات بين الأشخاص) – ضمن شخصية (العلاقة مع الذات). كما يتطرق إلى النظرية القائلة بأن هناك ثلاثة أنواع للذكاء وهي: الذكاء المحايد والذي هو الذكاء الوراثي الذي لا يمكن إحداث تغيير فيه. "الذكاء الناتج عن الخبرة/المعرفة" والذي يأتي من سياق التجارب المتراكمة عبر الزمن. وأخيراً "الذكاء التأملي" والذي هو الاستخدام الجيد للعقل وملكات التفكير والتي منها مفاهيم "إدارة الذات"و"مراقبة الذات" و"تعديل الذات"».

وبالعودة إلى أنماط الذكاء، يقدم الأستاذ كزارة مثالاً عن الذكاء الموسيقي المتمثل في قدرة الموسيقار الألماني موتزارات على تأليف مقطوعة موسيقية كاملة والاحتفاظ بها في ذاكرته لحين كتابتها لاحقاً، أما المثال حول الذكاء الرياضي/المنطقي فهو ما كان يقوم به العالم الكبير أينشتاين ضمن نظرياته وهو العالم الذي فصلته المدرسة في بداية حياته لشروده.

«الخلاصة كما يقدمها الفصل الأول: من الممكن غرس عادات العقل في ذهن الطفل في حال عملنا بشعار "يمكن لجميع الأطفال أن يصبحوا أذكياء" إنما مع إضافة لاحقة بسيطة هي "مع عدم استخدام الطريقة نفسها أو الارتهان لفترة زمنية واحدة". بالتالي، لم يعد مقبولاً الرضي بنظام تعليمي يصنف الأطفال إلى فئات، كما يجب ألا يتم تصنيف نتائج الطالب بناء على نتائج طالب آخر بل يجب تقديم مخصص تعليمي له متناسب مع قدراته».

ويمضي الفصل الثاني من الكتاب ليتحدث عن عادات العقل الستة عشر وهي: المثابرة - التحكم بالتهور - الإصغاء - التفكير المرن - التفكير المعرفي - الدقة - التساؤل - تطبيق المعارف الماضية - توصيل الفكرة بوضوح - جمع البيانات باستخدام الحواس - الخلق والابتكار - الاستجابة للمثيرات - الإقدام على المخاطر المحسوبة - التفكير التبادلي - الاستعداد للتعلم المستمر . ويقدم مثالا حول واحدة من هذه العادات وهي «المثابرة» حيث يقول: «إن المثابرة هي أعلى درجات الذكاء، هناك أمم كثيرة لم تصل للتطور بسبب جيناتها إنما بسبب المثابرة. المثابرون هم أناس لا يستسلمون بسهولة ولديهم ذخيرة من الاستراتيجيات البديلة حيث في حال لم تنجح واحدة منها، يتراجعون ويجربون واحدة أخرى حتى يتم لهم النجاح. ويتابع الفصل في إيراد أمثلة حول باقي العادات ليخلص إلى خلاصة مفادها أن عادات العقل إذا أُخذت مجتمعة تشكل قوة توجه سلوكنا نحو الصحة والأخلاق والتطابق».

أما الفصل الثالث والأخير فيتحدث عن تأثير عادات العقل في حال تم تبينها من قبل المربين حيث يقول: «كيف ستؤثر هذه العادات على الطلبة والمعملين وثقافة المدرسة؟ يقول مؤلفا الكتاب بأن التأثير ليس فوريا بل قد يأخذ وقتا ومراناً كبير، كما يجب أن تمارس عادات العقل بصورة منتظمة وعلينا التطبيق العملي لما نقوله. ويختم الكتاب بمقولة الباحث "ديفيد بون" وهي: يمكن مقارنة المجموعة عادات التفكير هذه بقوة حزمة الليزر مقارنة بالضوء العادي: إن الضوء العادي هو موجات غير متماسكة في حين يُنتج الليزر شعاعاً متماساً».

وقد تلا المحاضرة مناقشة حول المحاور والنظريات التي قدمها الكتاب بين المحاضر والجمهور. يذكر بأن عرض الكتاب يأتي ضمن سلسلة «حلقة الكتاب الشهرية» والتي يجري فيها تقديم عدد من الكتب المفيدة التي تتحدث عن مواضيع علمية أو سياسية أو ثقافية مفيدة ومهمة وذلك من قبل عدد من الباحثين والأساتذة المهتمين.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق