حسني الحريري

دمشق 1927

ولد حسني الحريري عام 1927 في بيت موسيقي، أبوه المرحوم أحمد الحريري، كان هاوياً للموسيقا، يجيد العزف على مختلف الآلات الموسيقية المعروفة في التخت الشرقي. وقد دفعته هوايته إلى صناعة بعض تلك الآلات التي لم يسبقه أحد في إتقان صنعتها بنفسه، حتى غدا أكثر هذه الآلات بزخرفتها وصدفها المنزّل من التحف الفنية النادرة مثل آلات القانون والعود والدف والدربيكة التي اقتناها جميعاً متحف دمشق للفنون الشعبية.
في هذا الجو الموسيقي، ومن وراء تربية صحيحة وتوجيه سليم تنامت موهبة حسني الحريري فتعلقت روحه بالموسيقا، وأخذ يجرب موهبته في الآلات الموسيقية المختلفة بإرشاد من أبيه، إلى أن مال إلى آلة العود التي آثرها بحبه، فانصرف إليها إلى جانب دراسته الابتدائية حتى أتقن العزف عليها.
في العام 1940، وبعد أن أظهر تفوقاً في مدرسته وفي العزف على العود، بهرته آلة البيانو التي كان يعزف عليها في دروس الموسيقا الأستاذ المربي المرحوم مصطفى الصواف، فقرر تعلم العزف عليها، ودفعه قراره هذا إلى الاتصال بالموسيقي الروسي الكبير البارون "اراست بللينغ Baron Belling"، فدرس على يديه العزف على "البيانو والهارموني ـ التوافق الموسيقي" ولم يكتف بذلك فتابع دراسة الهارموني بالمراسلة مع المدرسة الموسيقية Ecole Normalebe Music في باريز ونال شهادتها بعد ثلاث سنوات متواصلة من الدراسة وذلك في العام 1949. بعد نيله شهادة أهلية التعليم الابتدائي عين مدرساً للموسيقا في دار المعلمين بحلب، وظل في عمله هذا مدة عامين، عاد بعدها إلى دمشق ليعمل منذ العام 1951 ولغاية العام 1952 مدرساً في المعهد الموسيقي التابع لوزارة المعارف آنذاك.
في شهر أيلول من العام 1952 أوفد ببعثة دراسية إلى إيطاليا للتخصص ولنيل شهادة عليا في الموسيقا، وقد حصل على هذه الشهادة بعد سبع سنوات من الدراسة المتواصلة، أمضى منها أربع سنوات في الحصول على الإجازة ـ ليسانس ـ وثلاث سنوات للاختصاص، منح على أثرها عدة إجازات أهمها التأليف والتوزيع الموسيقي وشهادة أخرى في علم الأصوات، وتخرج من كونسرفاتوار "سانتا تشيشيليا Santa Cecelia" في دورة حزيران عام 1959.
تابع حسني الحريري بعد عودته من إيطاليا نشاطه الموسيقي، فدرس الموسيقا في دور المعلمين، ثم شغل وظيفة موجه للتربية الموسيقية في وزارة التربية منذ العام 1962 ولغاية تعاقده مع جامعة اليرموك في المملكة الأردنية عام 1984 لتدريس الموسيقا في دائرة الفنون الجميلة التابعة لكلية الآداب والعلوم الانسانية.
ظل حسني الحريري يدرس في جامعة اليرموك التأليف الموسيقي وتاريخه، وآلة البيانو والقواعد والنظريات الموسيقية لغاية شباط 1987.
في العام 1979 حضر دورة تدريبية لتعليم الموسيقا للأطفال على طريقة الموسيقي المعروف "كارل أورف Karl orff في ألمانيا ليغني تجربته في تعليم الأطفال بأكثر الأساليب العلمية السهلة التناول.
نشاطه الفني:
قدم حسني الحريري العديد من الحفلات الموسيقية مع معهد أصدقاء الفنون في مطعم الجامعة وغيره من الأماكن العامة وفي الإذاعة السورية في الفترة الواقعة بين عامي 1945ـ 1952، وقام بتأسيس جمعية الهارموني للموسيقا الهادفة في عام 1950 وبتأسيس وقيادة الفرقة الموسيقية والكورال التابعتين لهيئة الاذاعة والتلفزيون في عام 1960. وساهم في إعداد وتقديم برامج موسيقية وفنية في الإذاعة والتلفزيون منها برامج خاصة للأطفال، كما قدم العديد من المحاضرات الموسيقية في المراكز الثقافية في مختلف مدن القطر.
استعانت به وزارة الثقافة في العام 1965 لقيادة وتدريب فرقة أمية الموسيقية وتقديم عروضها تحت قيادته في محافظات القطر كافة، وقد وضع خصيصاً لهذه الفرقة باليه "حلم عجوز" التي قدمت على مسرح مدينة معرض دمشق الدولي عام 1965 بنجاح.
اختير حسني الحريري عضواً في اللجنة الموسيقية في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب عام 1960، وعضواً مؤسساً في المجمع الموسيقي العربي التابع لجامعة الدول العربية عام 1969، وعضواً في لجنة تصنيف الفنانين في الاذاعة والتلفزيون عام 1972.
اشترك حسني الحريري في العديد من المؤتمرات الموسيقية الدولية والعربية والمهرجانات الموسيقية المختلفة كممثل لسورية.
مؤلفاته:
وضع حسني الحريري طريقة حديثة في تعليم الموسيقا تحت عنوان "دفتر الموسيقا" نشر ووزع في العام 1982، كما راجع وعلق بتكليف رسمي من وزارة الثقافة في عام 1976 على كتاب "المبدأ الأساسي للقصيدة العربية في الشكل الموسيقي لأغان شعبية سورية "لمؤلفته الدكتورة الصينية "نيفين بله نو" وساهم في الحياة الصحفية بنشره العديد من المقالات في الصحف والمجلات المختلفة. ووضع دراسة خاصة على هرمنة ربع الصوت الشرقي.
في الموسيقا:
يعتبر حسني الحريري من أغزر المؤلفين إنتاجاً، ففي العام 1947 وضع مقطوعته الشهيرة "فانتازيا روح الشرق" التي عزفتها فرقة معهد أصدقاء الفنون، وكان أول تقديم لها في مطعم الجامعة. وتعتبر هذه المقطوعة من أهم مؤلفاته. ثم تتابعت مؤلفاته وأغلبها بالقوالب الغربية كمقطوعة "أحلام Reverie" للبيانو وباليه حلم عجوز التي صمم لوحاتها الفنان "جورجي باتاريا" للكورال والأوركسترا، و"باليه جيهان" ورباعيات للأوتار، واسكتشات غنائية، ولوحات قومية راقصة ورباعيات شرقية، ولوحة راقصة على موشحات أندلسية للكورال والأوركسترا، وأغاني منفردة بمشاركة البيانو من نوع "الليرت"، ومقطوعات مختلفة للبيانو المنفرد وموسيقا مهرجان الشباب العربي الخامس في دمشق عام 1981، وقطع موسيقية مختلفة للاوركسترا، قام بتسجيلها للاذاعة والتلفزيون إلى جانب مجموعة من الأناشيد القومية والأغاني الاجتماعية والعاطفية، وتوزيع قطع غنائية غربية للغناء العربي، وتوزيع موسيقا وأغاني لبعض الملحنين والمطربين، وأعمال أخرى خفيفة مثل تانغو "رام رام" ومقطوعتي "ريم" و"سحر" ومارش "الفيحاء".
ولحسني الحريري بعد هذا، اهتمامات فنية أخرى منها التصوير  الضوئي، وقد برزت أعماله في هذا الضرب من الفن في المعارض الدولية والعربية التي شارك فيها، وفي المعرض الخاص الذي أقيم للوحاته في غاليري "عاليه" في المملكة الأردنية الهاشمية.
وحسني الحريري الذي تجاوز الستين من عمره، يعمل حالياً بنشاطه المعهود في الموسوعة العربية ـ القسم الموسيقي.


صميم الشريف

الموسيقى في سورية|

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

ريم الزعيم :

انا كتير بحب الموسيقى وانا هلأ عم اتعلم العزف على ألة الكمنجى شكرا لكم

دمشق