وتبقى السيدة منى واصف الأم الأشهر في تاريخ الدراما السورية

20 آذار 2011

مع احتفال السوريين بعيد الأم في 21 آذار من كل عام نستعيد معاً مجموعةً من أجمل أدوار الأمهات التي جسدتها سيدات الدراما السورية، خلال الموسم 2010.

نبدأ بمسلسل «وراء الشمس» للكاتب سعيد العاص، والمخرج سمير حسين، الذي تناول قضية تعامل الأم مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من زوايا مختلفة، ونذكر هنا تألق نادين خوري بشخصية «أم علاء» والدة الشاب المصاب بـ«متلازمة داون»، وحازت عن هذا الدور جائزة أفضل في جوائز دراما 2010 التي تمنحها وزارة الإعلام السورية، ورغم بعض الانتقادات التي واجهتها نادين في تجسيد هذه الشخصية وما اعتراها من مبالغة من وجهة نظر بعض زملاء المهنة، إلا أن البطولة الحقيقية كانت في كواليس العمل خاصة في طريقة تعاملها كممثلة مع العوالم الخاصة بعلاء الزيبق الذي جسد الدور بشخصيته الحقيقية، وما استطاعت بناءه من علاقة إنسانية مع هذا (الشاب- الطفل) انعكست بشكلٍ واضح على نجاح المسلسل ووصول رسالته الإنسانية للمشاهدين.


الفنانة المتألقة نادين مع علاء الزيبق

وفي هذا العمل أيضاً نرصد شخصيةٍ أمٍ أخرى أدتها السيدة منى واصف، «أم بدر» والدة لمصاب بطيف التوحد أدى دوره باقتدار بسام كوسا، وتتعامل معه بطريقةٍ فطرية بكل ما في مشاعر الأمومة من حنانٍ وسطوة، وربما يتذكر الكثير ممن شاهدوا العمل، المشهد الذي يقبل فيه «بدر» أصابع يدي أمه المتعبة، ومشهد الأرجوحة، والكثير من المشاهد الاستثنائية في العمل التي جمعت بين هذين الفنانين الكبيرين، وحينما نستعيد أحداث مسلسل «وراء الشمس» الذي حصد نسب مشاهدة عالية في الموسم الماضي لا يمكن أن نغفل الدور الخاص جداً في العمل الذي أدته الفنانة الأردنية صبا مبارك، والذي تتمحور حوله إشكالية العمل ككل، وهو مشروعية إجهاض الأجنة ممن يـٌكتـَشف أنهم سوف يولدون معوقين نتيجة خللٍ في خارطتهم الجينية؟ وهنا تظهر شخصية الأم المتوجسة الخائفة، والتي يتنازعها القلق حول مستقبل طفلها المجهول، ورغبتها بالأمومة، إلا أنها تنتصر لأمومتها في نهاية المطاف، بعد أن خاضت مواجهة قاسية على المستوى النفسي والإنساني لاسيما مع زوجها


الفنانة القديرة ضحى الدبس

«عبادة» الذي أراد إجهاض الجنين مصغياً بذلك لصوت العقل، مما قاده إلى حافة الجنون، بعد أن وقفت والدته ضده في المسلسل وأدت دورها الفنانة الكبيرة ثناء دبسي، ولا ننسى هنا الدور الذي أدته الممثلة ضحى الدبس الأم الخامسة في العمل، التي بدت محتارة ً بين التعاطف مع ابنتها، والتماس الأعذار لصهرها، بالإضافة إلى خطٍ درامي آخر يتعلق بطريقة تعاملها مع ابنها المدلل الذي لا يبدو سلوكه سوياً في العمل، فتعمل على مواجهة تصرفاته بحزم في نهاية المطاف، ضحى الدبس قدّمت دور الأم الصلبة والقاسية في مسلسل «لعنة الطين» في ذات الموسم للكاتب سامر رضوان، والمخرج أحمد إبراهيم أحمد، هذا المسلسل الذي برزت من خلاله الفنانة سمر سامي كأمٍ من طرازٍ خاص لتسجل براعتها مجدداً في أداء هذا النوع من الأدوار، ومن لا يذكر لـسمر سامي أدوارها كأم في «شجرة النارنج»، «أحلام كبيرة»، «سحابة صيف»، والكثير من نمط الأمهات السوريات الرائدات اللواتي كرستهن الدراما السورية.


الفنانة المتألقة يارا صبري

وبالعودة إلى موسم 2010، نذكر الدور الذي أدته الممثلة يارا صبري في مسلسل «قيود الروح» للمخرج ماهر صليبي، وقد لا يبدو بعيداً من حيث تركيبته عن دور الأم المتعاطفة مع احتياجات ابنها الخاصة إلى أبعد الحدود، لدرجة أنها وصلت إلى نهاية المطاف في علاقتها مع زوجها لصالح هذا الابن الذي تراه من وجهة نظرها كاملاً، وله الحق في أن يتزوج ويكمل مسيرته في الحياة، بخلاف الأب تماماً الذي طالما شعر بالخجل من تصرفات ابنه، وفي نفس المسلسل يبرز دور سلافة معمار كأم لابنه وحيدة ومشاكسة أدت دورها ميسون أبو أسعد.


الفنانة المتألقة أمل عرفة

أما أمهات مسلسل «تخت شرقي» للكاتبة يم مشهدي، والمخرجة رشا شربتجي، فكّن من طرازٍ مختلف فأمومة المرأة لا تلغي أنوثتها مطلقاً، أو تجبرها على قراراتٍ مضحيّة لصالح أبنائها كما يحدث في كل المسلسلات، هذا ما حدث مع «أماني»: أمل عرفة التي تقرر الانفصال عن زوجها رغم تعلقها بطفلها الوحيد الصغير، كذلك الأمر بالنسبة لسوسن ارشيد التي تستخدم طفلتها الرضيعة في المسلسل كوسيلة ضغط على زوجها بعد خلافاتٍ عاصفة في علاقتهما الزوجية، أما مها المصري مضيفة الطيران التي لا تعترف بتقدم السن، وتصر على التمسك بشابها، وتفتح قلبها للحب بأي لحظة، هي ذاتها الأم لشابٍ وشابة يواجهان الكثير من المصاعب، ولا تبخل في تقديم النصح والمساعدة لهما.


الفنانة العريقة سلمى المصري

وفي مسلسل «بعد السقوط» للكاتب غسان زكريا، والمخرج سامر برقاوي تبدو الممثلة أمل عرفة، أماً أكثر تماسكاً وصلابةً وحناناً، وامرأة قوية قادرة على مواجهة المصاعب في ظروفٍ كارثية تحت الأنقاض، وحصلت على هذا الدور جائزة «أدونيا» كأفضل ممثلة لموسم 2010.

ولا ننسى إبداع سلمى المصري بدور الأم في مسلسل «الخبز الحرام» للكاتب مروان قاووق، والمخرج تامر اسحق.


النجمة الكبيرة منى واصف مع الفنان النجم بسام كوسا

وتطول قائمة أمهات الدراما السورية في الموسم الدرامي الماضي الذي زاد عدد مسلسلاته على الـ 25 مسلسل، إلا أن تذكّر أدوار الأم في هذا اليوم الاحتفالي، يقودنا إلى توجيه تحيةً خاصة جداً لممثلات راحلات أدين أدوار الأمومة بنكهةٍ خاصةٍ جداً لا يمكن أن تمحى من الذاكرة كـ "نجاح العبدالله"، "هالة شوكت"، "نبيلة النابلسي"، وأخريات مازلن على قيد الحياة ورسمن لنا صور أمهاتٍ لا تنسى كالفنانة القديرة "نجاح حفيظ"، "وثراء دبسي"، و"مي اسكاف"، وغيرهن من الممثلات الكبيرات بفنهن وعطائهن، وتبقى السيدة منى واصف الأم الأشهر في تاريخ الدراما السورية، ونذكر هنا ما قالته في أحد مقابلاتها الصحفية عن خصوصية أدائها لدور الأم حينما قالت: «أنا حتى الآن عاجزة عن استيعاب أنني احتاج يومين من السفر للوصول إلى ابني الوحيد، لكنّه في النهاية اختار أن يكون هناك، وأنا اخترت أن أبقا هنا، لكنني في النهاية قررت أن أتقبل قدر الأم التي تعاني من غربة أولادها، كما الكثير من الأمهات التي أديت أدوارهن كممثلة»..

ومازال العطاء مستمراً، فالسيدة منى واصف ستكون أماً جديدة في دورٍ جديد لموسم 2011، «أم جابر» في مسلسل «الولادة من الخاصرة»، وحتى ذلك الموعد نختتم مقالنا الاحتفالي الخاص، بتحية لكل أمهات السوريين، ولكل أمهات الدراما السورية، وممثلاتها اللواتي تباعد ساعات التصوير الطويلة بينهن وبين أولادهن، ويشعرن بالحنين كما كل الأمهات.


محمد الأزن - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

سمر سامي - لعنة الطين

منى واصف وميسون أبو أسعد من مسلسل وراء الشمس

أمل عرفة- من مسلسل تخت شرقي

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق