محاضرة عن الراحل شاكر مصطفى في ثقافي أبو رمانة
03 آذار 2011
أقيمت في المركز الثقافي العربي أبو رمانة، محاضرة للأستاذ الأديب عصام الحلبي، يتحدث فيها عن الدكتور الراحل شاكر مصطفى، بدعوة من جمعية أصدقاء دمشق، وذلك يوم الاثنين 28 شباط 2011، وقد حضرها كلا ًمن الأستاذ هشام الساطي رئيس جمعية أصدقاء دمشق السابق، والسيد عبد الله الخاني احد مؤسسي الجمعية، والسيد رشيد الساطي احد مؤسسي الجمعية وعدد من المثقفين.
والأستاذ الأديب عصام الحلبي، عاشق من عشاق دمشق وأديب من أدبائها، تمتع بصبغة الشعر والشعراء والأدب، وكان له معرفة وصدقة قوية مع المرحوم عمر أبو ريشة، وشاكر مصطفى، ومدحت عكاش وسواهم.
ويحدثنا الأستاذ عصام الحلبي قائلاً: «في بداية كلامه شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى تركي المعاصي، وإن العلم نور ونور العلم لا يهدى لعاصي، وهناك حديث يقول نعيمان لا يشبعان طالب علم وطالب مال، والدكتور شاكر مصطفى، كان من طلاب العلم فلهو أكثر من سبعين مجلد وكتاب، والأول من شباط عام 2010، صدر كتاب بعنوان شاكر مصطفى مشروع حضاري، عن مؤسسة عبد العزيز سعود الباطين للإبداع الشعري، قد تضمن هذا الكتاب شهادات قيلت في حق هذا العالم.
ومن الذين ساهموا في هذه الشهادات، الدكتور عبد السلام العجيلي، الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، الدكتور صباح قباني، والأستاذ نصر الدين البحرة، وقد تشرفت بكتاب موضوع في هذا الكتاب، عن قصيدة الرثاء في حفل التأبين، الذي أقيم في مكتبة الأسد.
والكتاب يعبر عن العرفان للجميل والوفاء لهذا الرجل، الذي قدم للكويت خدمات جليلة في نشر الثقافة والعلم، وفي إنشاء كلية الآداب بجامعة الكويت. ويؤكد بدلالة مقولة للكاتب ويندل هولمز، إن الإنسان أي إنسان بلا استثناء، هو ثلاثة أشخاص بصورة واحدة، الأولى هي التي خلقه بها الله تعالى، والصورة الثانية التي يراه بها الناس، والثالثة التي يرى نفسه بها.
وسوف أتحدث عن الصورة الثالثة أي كما يرى نفسه، وكيف يتحدث عن عشقه دمشق فيقول: أن شغفه وحبه لدمشق، ليس متعلق بغوطتها أو أبنيتها، ولكن دمشق التي تنجب الأبطال والمدفعين، ولا تدعى للطغاة مكان، وعبق الياسمين يجوب هوائها.
ولد الدكتور شاكر مصطفى في دمشق في الأول من آذار عام 1921، وقد تلقى علومه الأولى بمكتب عنبر، وبدأ مسيرته العلمية مدرساً للتاريخ، ثم راح يتدرج في المناصب الإدارية والعلمية، من مدير لدار المعلمين وأمين عام لجامعة دمشق ومدير للإذاعة، ثم مستشار ثقافي بمصر، ونال شهادة الدكتوراه من جامعة زيوريخ جينيف عام 1982، على أن المحطة الأهم في مسيرته كانت انتقاله إلى السلك الدبلوماسي، في مطلع الستينات قائماً بالأعمال في السودان، ثم سفيراً في كولومبيا، وقنصلاً عاماً في البرازيل، ثم مديراً عاماً للسياسة الخارجية في وزارة الخارجية، وأخيراً وزيراً للإعلام بين عامي 1965- 1966
ولبى دعوة المرحوم الشيخ جابر العلي الصالح وزير الإعلام بدولة الكويت، ليكون المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمة الكويتي، فأعد برنامجاً أسبوعياً اسمه اعرف عدوك، سلط فيه الأضواء على الحقائق التاريخية في القضية الفلسطينية، ما استقطب حماس الناس واهتمامهم على مختلف مستوياتهم.
وقد أنشاء كلية الآداب في جامعة الكويت، وكان مدرساً في قسم التاريخ، ثم انتقل في المناصب الإدارية، حتى أصبح عميداً لكلية الأدب في جامعة الكويت. ويضيف قد حلق شاكر مصطفى، في أجواء الفكر الرحيب بجناحين قويين، ثقافة رفيعة متنوعة وحس فني شفاف، فأعطى في التاريخ والأدب مؤلفات متميزة، جعلته علماً متفرداً بين قلة لن تتكرر في عصرنا.
ومقولة عن شاكر مصطفى في الأدب، أنا للأدب أولاً وللأدب أخيراً، الكلمة الحلوة تأخذني من شرياني، وأنا والحرف عاشقان قديمان ودفاتري الأولى كانت شعراً وأحرف ترقص وموسيقى بيان.
وقد أخذ نزار قباني بسحر مفرداته فكتب له يقول: بالنسبة لي لا قيمة لكتاب يصدر عني ولا يحمل توقيعك، لأن لا أحد يعرف شعري أكثر مما تعرف أنت، اكتب عني يا شاكر لأني أولد على يديك مرة ثانية.
إن شغف شاكر مصطفى، بتاريخ العرب المسلمين وهدفه الأسمى هو أن تقرأ الأجيال المتوالية تاريخها المجيد باعتزاز وإكبار، وتؤسس على هديه غدها المتألق المنشود. ويرى شاكر مصطفى، أن الشعراء كالمتنبي والأمراء مثل الحجاج و كارفور، على أنهم ليسوا بظالمين كما يعتبرهم الناس، بل لو نظروا إلى سيرتهم وحياتهم لوجدوا اختلاف كثيرا،ً فقد كان المتنبي شاعراً قويا و فقير يقول الشعر من اجل المال وعندما لا يعطى كان هاجياً بنفس وزن المديح، والحجاج الذي كان ظالماً عند الليل كان يصلي ويدعو الله ويساعد الفقراء سراُ، وأما كارفور الذي حكم مصر فساد الخير والأمان وحارب الفرنجة في معركة قوية، وكان شاعراً أحبه الناس وبسبب هجاء المتنبي له لعدم وصل المتنبي لمبتغه فاعتبره الناس أن كارفور ظالم ولا يملك الرحمة، ولذلك شاكر مصطفى يرهم من نظرة مختلفة على أنهم ليسوا بظالمين بل مظلومين.
ويختم هذه المحاضرة بقصيدة الرثاء قائلاً:
لا سمعُ يدرك ما يجري ولا البصرُ خطب الم بمن غابوا ومن حضرُ
خطبٌ تزلزلُ أركانُ البلد له ولا تجادل فيما شائه القدرُ
سرى النعي دوياً في مسامعنا وكم وددت بأن لا يصدق الخبرُ
بدت دمشقُ كأن الحزنَ البسها ثوب الحداد فلا شمسٌ ولا قمرُ
وقد ترك المفكر شاكر مصطفى، تراثاً أدبياً وفكرياً وعلمياً يكاد يفوق حد التصور، وأغنى المكتبة العربية بفيض من نتاجه وعلمه، فغدا علماً من أعلام الفكر العربي المعاصر، وكان يرى مستقبل الأجيال العربية المقبلة، لا يمكن أن يكون باهراً ومستقراً إلا بالعلم والثقافة.
عبد القادر شبيب - دمشق
اكتشف سورية
من محاضرة الأستاذ عصام الحلبي في ثقافي أبو رمانة |
من محاضرة الأستاذ عصام الحلبي في ثقافي أبو رمانة |
من محاضرة الأستاذ عصام الحلبي في ثقافي أبو رمانة |
محمد سعيد الحجار:
قرأت محاضرتك يا ( عاشق دمشق ) كم كنت سعيداً حيث أشبعت اشتاقي لك بطول بعدي عنك .
وكما تعلم أني حريص على زيارتك كلما سنحت الفرصة تواجدي بدمشق.
أدعو لك بدوام صحتك وأن ألتقي بك بأقرب فرصة.
دمت للمشتاق
أخوكم / محمد سعيد الحجار - الكويت
الكويت