الفن التشكيلي وقضايا الأمة في ثقافي اليرموك

27 شباط 2011

أقيمت في المركز الثقافي العربي اليرموك، ندوة بعنوان الفن التشكيلي وقضايا الأمة، وذلك يوم الأحد 20 شباط 2011 وقد شارك فيها كلاً، من التشكيلي عبد المعطي أبو زيد -رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين- في سورية، والفنان التشكيلي عماد رشدان -أمين سر اتحاد الفنانين التشكيلين الفلسطينيين- في سورية، و التشكيلي محمد الركوعي، و التشكيلي زكي سلام، وقد حضرها عدد من الفنانين التشكيليين والأدباء.

ومن خلال هذه الندوة، يحدثنا التشكيلي عبد المعطي أبو زيد حول الفن التشكيلي وتأثر الأمة به وخاصة المقاومة الفلسطينية قائلاً: «إن اللوحة التشكيلية تعبر عن الاضطهاد والنضال السياسي والمقاومة، وهنا يفقد الموجز البصري للصورة الثابت، ولكن عند تقادم العنف والاضطهاد يعود الموجز البصري التشكيلي إلى حضوره من خلال معانيه وتأثيراته، وذلك نتيجة حمايةالمقومات والخصائص، التي ينفرد بها العمل التشكيلي والإبداعي».

ويضيف: «إن ارتباط هذا العمل التشكيلي، بأسلوب مبدعه في عملية الاختزال واعتماده على الواقع، فيقوم الفنان بصياغة الواقع من خلال لوحة فنية تشكيلية، متضمنة عدة معاني مختلفة متعلقة بموقف الشعب النضالي، وهنا نجد أن المبدع يأخذ الخلاصة التعبيرية للواقع وتأثيرها على المجتمع، وتشمل بذلك رؤية الفنان لقضايا المجتمع، على أنها لوحة فنية تشكيلية متفردة والفن التشكيلي الفلسطيني يعد نموذج لهذا المدخل، لأن هذا الفن استخدم كسلاح جنب إلى جنب مع ثورة الحجارة والمقاومة، وان كل فنان فلسطيني عبر عن نفسه من خلال لوحات تحاكي المجتمع والمقاومة، وتوصفه من خلال رسومات قامت بمحاربة الاحتلال».

وبدوره يعبر الفنان عماد رشدان، عن دور الرموز في الفن التشكيلي الفلسطيني قائلاً: «إن الفن التشكيلي يعد موطن للفنانين الفلسطينيين منذ القدم، وفي أزمنة الانهيارات الكبرى والأحزاب، قد تعلقت الشعوب بالرموز والهوية، اعتقاداً منها بالحرية أو الوقوف أمام الطغاة، وبالتالي هو ربط لهذا الواقع، ويضيف إن الارتباط الكبير بين المقاومة الفلسطينية والرمز، من خلال إثبات الهوية في التفكير والإبداع، وفي تراجع المقاومة الفلسطينية في فترة ما، فقد دخلت بعض الرموز في اللوحات التشكيلية، مثل القمر والأشجار والشمس واستخدمت كأيقونات رمزية، وقد تضاعفت هذه الرموز مع انطلاق المقاومة الفلسطينية، من خلال ثورة الحجارة في نهاية الثمانينات، وقد أصبحت هذه الرموز متعلقة بذات الفنان في التعبير عن لوحته التشكيلي وانطباعاته المختلفة».

وهنا يحدثنا التشكيلي محمد الركوعي، عن تجربته بفن اسمه فن المعتقلات قائلاً: «إن هذا الفن لم يكن موجوداً، وقد وجد بالصدفة، وذلك من خلال اعتقال بعض الفنانين الهواة في السجون نتيجة الاحتلال، فقد ولد لهم فكرة الرسم في السجون، وان عدم شهرة هذا الفن يعود لعدم وجود الأدوات والاهتمام به داخل السجن، وعدم ظهوره على المجتمع، لأن هذا الفن معقد، وقد افتتح أول معرض لهذا الفن، في المركز الثقافي السويدي وكان مفاجئة كبيرة،ويضيف إن الألوان التي استخدمت في المعتقل، كانت عبارة عن الأقلام الناشفة وهي اللون الأزرق والأحمر والأسود والأخضر، وقد ابتكرنا منها خمسة وعشرين لوناً، والاعتماد على الشمع والمناديل البيضاء، وجميع اللوحات التي رسمت، كانت تعبر عن الحرية والشمس التي تدخل على السجون وتلامس القضبان وعن الأطفال والنساء، وعن المقاومة وفي بعض اللوحات عن الشهيد وكيف يحملونه المجتمع بجميع فئاته، وعند ما علم المحتلون عن أهمية هذا الفن وتأثر المجتمع به، قاموا بمحاربة الفنانين، وإحراق اللوحات التي رسموها، وقد سربت بعض اللوحات عن طريق الهلال الأحمر، وكانت لها حكاية
جديدة مع المقاومة ضد المحتلين».

وبدوره التشكيلي زكي سلام، يقول عن النحت ودوره في المجتمع قائلاً: «إن النحت يعبر عن الأرض الفلسطينية، وذلك بوجود أعمال منحوت تعود للقرن السابع الميلادي، قد اكتشفها الصهاينة وقاموا بسلبها، وهنا نجد أن فن النحت يعود إلى وجود الإنسان على هذه الأرض منذ الأزل، وهو فن يعبر عن حضارات الدول ومورثها الفني وإلى وجود بعض الأحجار في فلسطين، على إشكال مختلفة ومنها شجرة الزيتون، ومنها على أشكال الزينة والتراث الديني الإسلامي والمسيحي، وهي موجود إلى زمننا هذا، ويتابع إن كل فنان استطاع، أن يظهر موروثه وتقاليد مجتمعه من خلال هذه المنحوتات، وإن كانت تراثية أو دينية فقد شكلت اثر في المجتمعات الفلسطينية وفي القرن الماضي، ظهر بعض الفنان الفلسطينيين، الذين قاموا بدراسة فن النحت من خلال مدارس داخلية وأبدعوا فيه، ومنهم من ذهب إلى جامعات خارجية وداخلية، ومنهم من كانت هوية النحت لديه تكمن بالإبداع والنظرة البعيدة، وقد قدمت عدد من المنحوتات الجميلة، التي تصف التراث البيئي والديانة
السماوية والمجتمعات الفلسطينية، وهذه بعض من المنحوتات لعدد من الفنانين الفلسطينيين».


عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق