معرض للفنان التشكيلي عامر ديوب في غاليري مصطفى علي بدمشق القديمة

17 كانون الثاني 2011

برعاية وزارة الثقافة اُفتتح يوم السبت بتاريخ 15كانون الثاني2011 في غاليري مصطفى علي بدمشق القديمة معرض للفنان التشكيلي عامر ديوب، وذلك بحضور لفيف من أصدقاء الفنان وجمهرة من محبي الفن التشكيلي، ويستمر المعرض لغاية 30 كانون الثاني 2011.

قدم الفنان التشكيلي عامر ديوب 42 عملاً تشكيلياً من مختلف المقاسات، مشغولة بألوان التيمبرا والأكريليك، التي صاغ من خلالها موضوعاته الإنسانية وما يتخللها من تناقضات تحفل بها حياة الكائن البشري، معتمداً في عموم معرضه على روح فن الأيقونة، منطلقاً من فكرة مهمة هي أن الإنسان رغم تناقضه الواضح يبقى ذلك الكائن المحتفظ من ثنايا روحه بشيء من القدسية المُغيبة، التي تظهر جلياً عبر ألوانه المتدرجة ما بين تناقض اللون نفسه، حيث جاءت ألوان التيمبرا بشفافيتها العالية لتعطي للون الواحد قيمته المضاعفة والمختلفة على سطوح أعماله التشكيلية.


التشكيلي عامر ديوب

«اكتشف سورية» تابع حفل الافتتاح والتقى الفنان التشكيلي عامر ديوب وعن حضور روح الأيقونة برمزيتها وألوانها يقول لنا :«بعد تخرجي من كلية الفنون الجميلة بدمشق تابعت الدراسة في إيطاليا حيث تخصصت بدراسة فن "الفرسك" - فن ترميم الإيقونة- وخاصة الأيقونة البيزنطية، لذا كانت تجربتي التشكيلية هذه تدور في فلك روح الأيقونة ولكن بإنسانيتها الصرفة، فقدمت شخوص إنسانية بحالات انفعالية مختلفة لتغلب الحالات الرومانسية والصوفية على معظم الأعمال، وخاصة باعتمادي على ألوان الأيقونة التي تعطي طابعاً من الخشوع في تكوين عمل فني روحانية، فالرسم عبارة عن تجسيد الحالة الداخلية للإنسان على مبدأ " نحن نرسم ما يسكننا ، لا نرسم ما نسكن " ومن هذا المبدأ انطلقت في رسم هذه الأعمال وهي تجسيد للأحاسيس والعواطف الحقيقية التي أشعر بها اتجاه حقيقة الإنسان».

أما عن عدم عمله في فن ترميم الأيقونة وخاصة أنه درس في هذا المجال يشير الفنان ديوب بقوله:«لم أتجه إلى مجال مهنة الترميم، فهذه المهنة تحتاج لتفرغ تام ودراسة معمقة ومتواصلة وخاصة في مجال الآثار وعالم الأسطورة والمتاحف، كما أنني وكما قلت سابقاً تخصصت بدراسة الأيقونة البيزنطية المختلفة عن الأيقونة السورية، لذا عملت على توظيف دراستي هذه من الناحية التشكيلية ضمن فضاء اللوحة».

توجد فسيفساء لونية غنية في كافة الأعمال التشكيلية التي يقدمها التشكيلي ديوب وما يتخللها من لعبة ضوء وظل، عمادها اللون وتدرجاته اللونية وعن ذلك يجيب «تلعب ألوان التيمبرا دورها في هذا الانطباع الذي يشعر به المتلقي، فهذه الألوان تعطي إحساس عميق بالطبقات اللونية، ومن الممكن أن يصل التشكيلي بهذه الألوان لمختلفة درجات اللون الواحدة، لذا اعتمد كثيراً على هذه الألوان، وهي ألوان مائية قديمة استخدمت منذ عصر النهضة في أوروبا وقد عمل بها الكثير من الفنانين العالمين، لما تمنحه من شفافية عالية وحس صافي لسطح العمل الفني».

ما بين روح الأيقونة والإنسان بتناقضاته الكثيرة يقدم الفنان ديوب معادل بصرية تستقي من رمز القداسة – الأيقونة – ويقدمها في قالب إنساني متعدد الشهوات فيعلق على هذا القول « اتجهت نحو التعبيري الصوفي لهذه الأعمال، لما تختزنه من أجواء روحانية والبعيدة عن أجواء فن الأيقونة الكنسية، فكل إنسان يتملك أيقونة داخلية مُخبأة بين خلجات الروح، وهنا لا ننسى أن للإنسان خياراته الكثيرة والمتعددة ومشاعره المتناقضة، وهو في حقيقة الأمر يمتلك مفاتيح دربه الذي يريد. لذا جاءت هذه الأعمال لتعبر عن هذا التناقض، وخاصة في رسم الوجوه التي تلمس بها تناقض الإنسان ما بين شره وخيره».

التشكيلي محي الدين الحمصي

من جانبه يثني الفنان التشكيلي محي الدين الحمصي على عمل الفنان ديوب قائلاً:« في هذه التجربة يجمع الفنان عامر ديوب بين أحاسيس اللون المختلفة ضمن العمل الواحد، وهذا شيءيدل على تمكنه من أدواته اللونية والتي نتج عنها عالم غريب يجمع ما بين روحانية فن الأيقونة ودلالاتها و تناقض الإنسان من جهة أخرى وهذا أسلوب مميز ينتهجه هذا الفنان. كما أنني أحببت الكولاج الذي استخدمه في بعض الأعمال ومنها لوحة أدخل عليها فن التطريز بطريقة ذكية وشفافة كجميع أعماله المشغولة بعناية ومهارة».

التشكيلي جورج الحاتم

ومع التشكيلي جورج الحاتم خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق 1999 ، يصف الفنان ديوب بالملون القوي ويضيف « يعبر الفنان من خلال هذه الأعمال عن رومانسية كبيرة جسدها في لوحته التي ضاقت بألوانها الكثيرة والمتجددة، كما أن هذه الأعمال لا تنتهج مدرسة تشكيلية معينة حيث ينطلق الفنان من خصوصيته التي تشربت فنون التشكيل المختلفة، ليقدم هذه الأعمال الغنية والمتداخلة مع فن الأيقونة، التي انطلق منها ليجسد هذه الحوار اللوني عبر شخوصه التشكيلية».

يذكر أن الفنان عامر ديوب خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم التصوير، تابع دراساته العليا في إيطاليا عام 2006، فدرس التصوير الجداري، والفرسك (فن ترميم الأيقونة) كما درس الفنان في مركز الرضى التشكيلي ومعهد إسمود لتصميم الأزياء في دمشق. له أكثر من أربعة عشر معرض داخل وخارج سورية كان أخرها في مدينة مراكش في المملكة المغربية 2010.


مازن عباس – دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الفنان مصطفى علي في افتتاح معرض التشكيلي عامر ديوب

من أعمال التشكيلي عامر ديوب

من أعمال التشكيلي عامر ديوب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

عنتر حبيب:

لا أستطيع القول كثيرا لغة الكلام عندي قليلة جدا
بإختصار الفنان عامر ديوب يعطي للكرة الأرضية
مساحة إضافية غنية بما نتخيل ونحب أن نراه
ونراه حقا في أعماله
الشكر له ولكم.

سوريا

Dina:

أجواء ميثولوجية روحانية عالية انعكست عبر شفافية ألوانه المتجددة و حميمية الخشب الذي عانق الشخصيات الأسطورية السابحة في فضاءات ساحرة.حقاً تجربة فنية ناضجة تدفعني الى التساءل أين كان الفنان معتكفاً قبل الآن؟
أتمنى أن لا يبخل علينا الفنان عامر بحضوره الفني الدائم و أتمنى رؤيته بمعارض أخرى ذو مواكبة و اهتمام اعلامي أوسع.

syria