فضاء نزار صابور

نزار صابور في لوحاته
شاعر لون ورهافة وأحلام

فضاء نزار صابور

هو ذا شاعر جديد يلتحق بالموكب.

شاعر لون ورهافة وأحلام.

شاعر حقيقي، يعيد بناء عالمه بشغف نبي أو عاشق أو ساحر أسطورة، كأن الأرض لديه غير الأرض، والمادة موقعه الأولي في مركز القلب!

شاعر نور:
نكاد بأعيننا أن نلتقط صيحة روحه، ونتحسس نسيج غلافها الرهيف... كأن أعماله مصنوعة من شعاعات وأحلام وألياف قلب.

النور لديه لا يسيل على الكائنات والأشياء، بل ينبع منها، تماماً كما تنبع النبضة من قلب العاشقة.

: فضاء يتنفس نوراً،
حجارة معدودة من النور،
نوافذ وأعتاب طافحة بالنور،
وجوه بشر معجونة بعصارة النور.. حتى يغدو النور هو المقلع الأساسي الذي يستمد منه نزار صابور مادة عمارته ويجمل بها أنقاض العالم.

كون أسطوري يتشكل في مشهد ملتبس يختلط فيه المقدس بالعادي، والتضرع بالصمت، وقلوب البشر بألوان جباههم التي تسيل منها الأحلام كما تسيل الشمس على حواف صخرة مقدسة.

في أعمال نزار صابور (لنقل: في قصائده) تنهض أجساد الكائنات من قاع مصيرها صاعدة صوب السماء كطلقة، أو أغنية، أو شهقة ضمير... حتى ليخيل إلينا ـ نحن المعجونين بظلام الأرض ـ أنها تعبد لأجلنا طريقاً سرية تصل الأرض بالفردوس.

مشهد ملتبس:
عابرو حياة يتضورون في فراغ غامض محبوك بالأسرار والأسئلة والأحلام!! قديسون غابرون عادوا إلى أصولهم فوق تراب أهمل أو أفلت من الذاكرة!! بشر عاديون.. عاديون.. يتأهبون لاستعادة عروشهم في سماوات تنفتح لتوها كأنها تتلقف أنات قلوب تحتضر.

: أرض بشر.. محصنة بسماوات بشر...

هكذا يصوغ نزار صابور أركان عالمه..

هكذا ينشئ قصيدته.


نزيه أبو عفش