عابد عازرية


الموسيقي عابد عازرية

ليس غريباً أن يكون الموسيقي عابد عازرية من مواليد مدينة حلب (1945)، حلب التي اشتهرت بالتراث الموسيقي الأصيل وبالتمازج الحضاري الفريد، فكونت الموالد النبوية والطقوس الكنسية فيها جزءاً من ذاكرته الموسيقية التي انعكست جلياً في مشروعه الموسيقي.

بيروت كانت المحطة الثانية التي شكلت وعي عازرية المعرفي والموسيقي، حيث سافر إليها عندما كان عمره 13 عاماً، واطلع على المجلات الأدبية المترجمة، وأدمن على تلك المدينة لينتشل منها كل ما هو جديد في الموسيقى والأدب، معتقداً أنها ستكون مستقراً لأحلامه وعمله. سافر إلى فرنسا ليكمل دراسته ومن ثم عاد إلى بيروت بعد الحرب الأهلية، فلم يتعرف على تلك المدينة التي انطبعت في ذاكرته كسحر للشرق. قرر عازرية العودة إلى باريس مرة أخرى عم 1976، حيث كانت المدينة التي نضجت فيها معرفته الموسيقية والتي أشعرته بحبه للشرق، فاستطاع هنالك أن يكتشف ذاته ولغته ومشروعه الموسيقي. في عام 1970 م أصدر عازرية اسطوانته الأولى المخصصة للشعر العربي الحديث، ومن ثم أصدر أسطوانته الثانية «وجد» عام 1973، ليصدر بعدها عمله الموسيقي الشهير «ملحمة جلجامش» وهي هي ملحمة سومرية مكتوبة بخط مسماري على 12 لوحاً طينياً اكتشفت لأول مرة عام 1853 م كتبت باللغة الأكادية، حيث تعتبر أقدم ملحمة كتبها الإنسان.

أصدر بعدها العديد من الأسطوانات، منها: «أغنيات الشجرة الشرقية»، «توابل» الذي نشرته شركة وارنر (WARNER) الأميركيّة 1989. وفي عام 1994 أصدر أسطوانته «نصيبي» التي مزج فيها عابد عازرية ثلاث مجموعات من الآلات الموسيقية العربية والإسبانية والكلاسيكية الغربية لاستعادة الروح الأندلسية عبر نصوص من القرن الحادي عشر، وقد قدم هذا العمل الموسيقي في دار الأوبرا في دمشق ضمن فعاليات «دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008. أصدر عازرية أسطوانة أخرى 1995 بعنوان: «لازورد» ومن ثم أصدر اسطوانة تضمنت قصائد للشاعر عمر الخيام. قام عابد عازرية بتلحين إنجيل يوحنا وتكون العمل من فصلين و46 مشهداً وقام بتقديمه بدار الأسد للثقافة والفنون.