مدخل معبد عين دارا


مدخل المعبد

يتقدمه درج بديع، يتألف من ثلاث درجات، تبرز وظيفتها المعمارية بإزالة فرق الارتفاع بين المدخل والساحة، وتظهر أهميتها الجمالية بنقوشها البديعة، التي تجعلها لا تقل جمالاً وروعة عن طرفي الواجهة الرئيسية.

تزين قوائم الدرجات المتبقية أشكال تشبه الضفائر، بينما تركت دعساتها ملساء. وهي تؤدي إلى الرواق وعتبتي المدخل، ذي المنسوب المختلف. تزين العتبة الأولى، وأبعادها (3.78م×2.20×0.40م) صورة قدمين بشريتين، والثانية صورة القدم اليسرى أبعادها. (0.97×0.35م). ولاشك، أن هذه الظاهرة الفريدة من نوعها، تثير العديد من التساؤلات، التي تخص الغاية أو الهدف من وجودها، ولا تتوفر لدينا قرائن نعرف في ضوئها السبب في نقشها على عتبتي مدخل المعبد. كما لا تتوفر نصوص أدبية تخص الموضوع. والحال هذه سنسمح لخيالنا في طرح بعض الأفكار حول الغاية منها. فأول ما يتبادر إلى ذهننا، هو أن هذه الأقدام الكبيرة بمقاييسها غير البشرية، قد ترمز إلى دخول الرب إلى المعبد، ووجوده فيه أو تحدد كيفية الدخول إلى المعبد. فعلى الداخل أن يقف على العتبة الأولى، ليردد بعض الأدعية، والتراتيل الدينية. ثم يخطو بالقدم اليسى فيدخل المصلى بالقدم اليمنى.

يفصل الدرج الرواق إلى قسمين جانبيين، في كل قسم قاعدة بازلتية بيضوية الشكل. غرست في أرضية الرواق المبلطة بالبلاطات الكلسية الجيدة، وكانت وظيفتها دعم العمود الخشبي الذي يحمل الساكف الخشبي.

يشكل سبعان بازلتيان جانبي الرواق، بينما تشكل ثمانية سباع، أربعة على كل جانب، صدره: اثنان منهم يجانبان العتبة الثانية، ويتراجعان قليلاً إلى الوراء عن أصنائهم.

هذا فيما يخص المدخل، أما الواجهة الرئيسية، فجزآها متناظران، فكأن الواحد خيال للآخر. والناظر إليها الآن، يشاهد لوحتي أبي الهول على يمين ويسار الدرج، ثم سبعين متقابلين، يلتفتان نحو اليمين واليسار، ولوحتي أبي الهول على يمين ويسار مدخل الرواق، قرب الزاوية الجنوبية، وسبع في الزاوية الجنوبية.

هذا هو الترتيب الأساسي للوحات، كما نشاهده في الجناح الأيسر الواجهة. وفي وقت متأخر أضيفت إليها لوحة سبع سدت مدخل الرواق الواقع في الزاوية الجنوبية.

تبرز هذه اللوحات بمقدار (0.24م)، أمام جدار الواجهة، لأنها تكسو المصطبة. أما الجدار فوقها فيتكون من صف من السباع الرابضة، عددها عشرة، خمسة على كل جانب. وهي تشكل إطاراً زخرفياً رائعاً للمدخل. يضاف إليها أربعة سباع رابضة، تكون مدخل الرواق الأيسر، ثلاثة على يساره، وواحد على يمينه، ونفترض وجود مثيلاتها في المدخل الأيمن للرواق المتهدم الآن.

يبلغ ارتفاع صف السباع الرابضة المترين، وكانت تحمل الجدار اللبني، الذي كان ينتصب فوقها بارتفاع مماثل أيضاً. وتربط بينها عصابات خشبية، كما تبين من الكتلة المحترقة والمتوضعة أمام الواجهة، إلى يسار المدخل. ولا نستبعد أن هذا الجزء من الجدار كانت تزينه صف من الوردات البديعة، ذات اللون الأزرق، عثرنا على بقاياها متناثرة أمام الواجهة. وهي قطع حجار كلسية مربعة الشكل تقريباً، ملساء أو مجوفة، لتثبيت الوردات فيها.

مواضيع ذات صلة: