ابن العديم

588 - 660هـ / 1192 - 1261 م

عمر بن أحمد بن هبة اللّه بن أبي جرادة العقيلي، كمال الدين ابن العديم.
مؤرخ، محدِّث، من الكتَّاب، له شعر حسن، ولد بحلب، ورحل إلى دمشق وفلسطين والحجاز والعراق، وتوفي بالقاهرة.

من كتبه «بغية الطلب في تاريخ حلب» (مخطوط) كبير جداً، اختصره في كتاب آخر سماه «زبدة الحلب في تاريخ حلب»، و«سوق الفاضل» (مخطوط) منه مجلدين في مكتبة عارف حكمت بالمدينة، و«الدراري في الذراري» (مطبوع)، و«وصف الطيب» (مخطوط) رسالة، و«الأخبار المستفادة في ذكر بني جرادة»، و«دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري» (مطبوع) ما وجد منه، و«التذكرة» (مخطوط) أجزاء منها.

وقال ابن العديم في وصف مدينة حلب أثناء هجوم المغول عليها:

وعن حلب ما شئت من عجائبَ غداة أتاها للمنية بغتةً أتوها كأمواج البحار زواخراً وقد عطلت تلك العشار وأذهلت فيا لك من يوم شديد الغامة وقد درست تلك المدارس وارتمت وكل مهاة قد أهينت وهي سبية تنادي إلى من لا يجيب نداءها فيا حلبا أنى ربوعك أقفرت أنوح على أهليك في كل منزل ولكنما للّه في ذا مشيئةٌأحل بها يا صاح إنّ كنتَ تعلم من المغل جيشٌ كالسّحاب عرمرم ببيض وسمر والقتام مخيّم مراضع عما أرضعت وهي هيم وقد أصبحت فيه المساجد تهدم مصاحفها فوق الثرى وهي ضخم وقد طالما كانت تُعَزُّ وتكرم وتشكو إلى من لا يرق ويرحم وأعيت جواباً فهي لا تتكلم وأبكي الدجى شوقاً وأسأل عنهم فيفعل فينا ما يشاء ويحكم

ومن شعره أيضاً:

وأجعل مالي دون عرضي وقاية وأسلك آثار الألى اكتسوا العلىولو لم يغادر ذاك عندي درهما وحازوا خلال الخير ممن تقدما

وقال أيضاً:

وساحرة الأجفان معسولة اللمى حنت لي قوسي حاجبيها وفوقت فوا عجباً من ريقها وهو طاهر فإن كان خمراً أين للخمر لونه لها منزل في ربع قلبي محله جرى حبها مجرى حياتي فخالطتمراشفها تهدي الشفاء من الظما إلى كبدي من مقلة العين أسهما حلال وقد أضحى علي محرما ولذته مع أنني لم أذقهما مصون به مذ أوطنته لها حمى محبتها روحي ولحمي والدما

شرح المفردات
عرمرم: كثير
العشار: الإبل التي قد أتى على حملها 10 أشهر
درست: أي انمحت، درس الشيء أي عفا وزال
اللمى: السمرة في باطن الشفة

المرجع:
الموسوعة الشعرية، الإصدار الثالث، المجمع الثقافي في الإمارات العربية المتحدة.

مواضيع ذات صلة: