المسرح في تدمر


جانب من مدرج مسرح تدمر

يقول روبرت وود في كتابه الشهير والذي صدر في عام 1753: «من الأمور التي أدهشتنا، هي ألا نجد من آثار هذا الشعب الذي سكن هذه المنطقة المعزولة أي أثر لمسرح أو منصة أو مكان مخصص للمباريات في وقت نرى فيه كيف أن اليونانيين والرومان أنشؤوا العديد من مثل هذه الأوابد، فلقد أحصينا في آسيا الصغرى وحدها أكثر من عشرين من مثل هذه الأبنية!».

بقي هذا السؤال مطروحاً بشدة عند كل العلماء والباحثين في آثار تدمر، حتى عام 1917 حيث قامت البعثة الألمانية بعملية سبر في تلة هائلة من الرمال يزيد ارتفاعها عن خمسة أمتار متوضعة بالقرب من الأغورا، وكانت نتيجة هذا السبر مفرحة للجميع. فقد تحدد موقع المسرح في تدمر بشكل قاطع في هذا المكان بالتحديد.

بقيت رمال الصحراء تغطي هذه الآبدة الرائعة حتى الخمسينات من القرن السابق، حيث بدأت عمليات ترحيل آلاف الأطنان من الجهة الغربية والشمالية الغربية فظهرت منصة المسرح الرائعة وتمت متابعة عملية إزالة الرمال عن الساحة الدائرية فتكشف المسرح بالكامل.

يتألف المسرح من ساحة أبعادها 104 × 82 متراً وهي بشكل حدوة الفرس، ولا بوابة لها، يحيط بها سور مرتفع.

ويخبرنا الأستاذ خالد الأسعد مدير آثار تدمر، عن عمليات الترميم الدقيقة التي أجريت للمسرح بإشرافه ومتابعته اليومية والتي استمرت حتى التسعينات من القرن السابق، وأثناء عملية الترميم تم اكتشاف منزل شرق المسرح تزيد مساحته عن الألف مترٍ مربع، يعمل الآثاريون اليوم على متابعة عمليات التنقيب فيه.

مواضيع ذات صلة: