بيان للجنرال كاترو يعلن فيه استقلال سورية

إثر هزيمة قوات حكومة فيشي على يد القوات البريطانية وقوات حكومة الجنرال ديغول التي انضمت إلى الحلفاء تحت مسمى حكومة فرنسا الحرة، قدم الجنرال ديغول إلى سورية ولبنان وتحادث مع الزعماء الوطنيين في تموز من عام 1941، وعلى إثر ذلك أصدر قراراً بتسمية الجنرال كاترو مفوضاً سامياً لحكومة فرنسا الحرة في سورية ولبنان.

وفور توليه منصبه أصدر الجنرال كاترو بيانه الشهير الذي وعد فيه الشعب العربي في سورية ولبنان بالحرية والاستقلال، وفيما يلي نص البيان:

«في الوقت الذي تدخل فيه قوات الفرنسيين الأحرار باتحاد مع قوات حليفتهم الإمبراطورية البريطانية، أصرح بأنني توليت سلطات ممثل فرنسا في الشرق ومسؤولياته وواجباته باسم فرنسا الحرة، فرنسا ذات التقاليد المجيدة، فرنسا الحقيقية باسم زعيمها الجنرال ديغول.
 
وإني قادم إليكم بهذه الصفة لإنهاء عهد الانتداب، وإعلان حريتكم واستقلالكم.

وبناء على ذلك ستصبحون من الآن فصاعداً شعباً حراً ذا سيادة وستتمكنون من أن تؤلفوا لأنفسكم دولاً منفردة أو أن تتحدوا في دولة واحدة، وفي الحالتين سيكفل استقلالكم وستكفل سيادتكم بمعاهدة توضح بها العلاقات المتبادلة فيما بيننا. وستجري المفاوضات لعقد هذه المعاهدة  بين ممثليكم وبيني في أقرب وقت ممكن. وريثما تعقد هذه المعاهدة سيكون موقف بعضنا من بعض موقف الحليف من حليفه متحدين معاً كل الاتحاد في سبيل مثل أعلى واحد وأهداف مشتركة.

أيها السوريون واللبنانيون:

ترون من هذا التصريح أن قوات فرنسا الحرة والقوات البريطانية تدخل بلادكم لا للتسلط على حريتكم بل لتأمينها، وهم يفعلون ذلك لطرد قوات هتلر من سورية وللحيلولة دون جعل منطقة الشرق الأدنى (سورية ولبنان) مركزاً يستعمله العدو للهجوم على البريطانيين وعلينا.

ونحن الذين نحارب في سبيل حرية الشعوب، لا يمكننا أن نسمح للعدو أن يطغى على بلادكم شيئاً فشيئاً، وأن يفرض رقابته على أشخاصكم ويغتصب أموالكم ويجعل منكم عبيداً أرقاء، ولن نسمح بأن تسلم الشعوب التي وعدت فرنسا بالدفاع عنها إلى أشد المتسلطين الذين عرفهم التاريخ قسوة، ولن نسمح أن نسلم ما لفرنسا من مصالح قديمة في الشرق.

أيها السوريون واللبنانيون الكرام:

إذا استجبتم لندائي وانضممتم إلينا فأعلموا أن الحكومة البريطانية بالاتفاق مع فرنسا الحرة قد تعهدت بأن تبذل لكم جميع المزايا والفوائد التي تتمتع بها البلدان الحرة المرتبطة معها، وهكذا يرفع الحصار عن بلادكم ويتاح لكم أن تنشئوا فوراً علاقات مع البلاد الداخلة في نطاق الجنيه الإسترليني، وبذلك تفتح أمامكم أوسع الآمال في تجارة الوارد والصادر، وتتمكنون من البيع والشراء بحرية مع جميع البلدان الحرة.

أيها السوريون واللبنانيون الكرام:

لقد زفت ساعة عظمى في تاريخكم، إن فرنسا بصوت أبنائها الذين يحاربون من أجل حياتها ومن أجل حرية العالم تعلن استقلالكم».

في 8 حزيران 1941


الجنرال كاترو


المصدر: سورية 1918-1958، التحدي والمواجهة، وليد المعلم.

مواضيع ذات صلة: