عريضة فخري البارودي

عريضة الزعيم الوطني فخري البارودي للجنرال كاترو المفوض السامي لحكومة فرنسا الحرة يحتج فيها على تعيين الشيخ تاج الدين الحسيني رئيساً للجمهورية السورية، بعد إعلان الجنرال كاترو الذي تعهد فيها بإعطاء الاستقلال لسورية ولبنان.

وقد جاء فيها:

 فخامة الجنرال كاترو المعظم:

إن البلاد في أشد الحاجة إلى الاستقرار في هذا الظرف. وإن إسناد الحكم إلى الرجال الذين تحقق الشعب مراراً من عدم التفاتهم إلى مصالحه يدخل البلاد في أزمة يصعب معرفة نتائجها. إن مرور هذه الإشاعات على أفواه وآذان أبناء البلاد، ومعرفتهم بأن المراجع العليا توشك أن تضع مقدرات البلاد في يد هؤلاء الرجال الذين كانوا شؤماً على مصالح الأمة، قد أحدث ضجة في المحافل الشعبية. وليس في صالح السلطات المسؤولة في هذا الظرف العصيب أن تعود إلى تجارب جديدة ليست إلا دليلاً على الاستمرار في استهانة كرامة الشعب السوري وحقوقه.

وإذا كان في عزم السلطة الشروع في مفاوضات عتيدة لعقد المعاهدات التي ضمنها تصريح الحلفاء، فليست هناك وسيلة صالحة لهذا الغرض إلا استشارة أبناء البلاد عن طريق مجلس نيابي دستوري ينتخب انتخاباً حراً. إنها وسيلة وحيدة، وكل وسيلة سواها ليست إلا إثارة للقلاقل والاضطرابات.

وفي الختام تفضلوا بقبول فائق احترامات المخلص لوطنه.

دمشق في 7 أيلول1941م.

فخري البارودي

المصدر:
- أوراق ومذكرات فخري البارودي، منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1999م.