المعاهدة السورية الفرنسية

مشروع المعاهدة:
إن مشروع المعاهدة مؤلف من قسمين أحدهما أصلي وهو المواد التسع المكونة منها متون المعاهدة، والآخر فرعي وهو الاتفاق العسكري والبروتوكولات الخمسة والمراسلات الأحد عشر.

إن مواد المعاهدة الأصلية مع مقدمتها تتضمن أمورا مبتوتاً بها تنفذ عاجلاً، وأموراً تستمر متمادية طول المدة المعقود عليها، فالأمور النافذة عند وضع المعاهدة موضع العمل هي زوال الانتداب واستقلال سورية الفعلي وتمتعها بالسيادة التامة داخلاً وخارجاً، وانتقال الحقوق والواجبات السابقة إلى الحكومة السورية وحدها، وسقوط جميع المسؤوليات المتعلقة بـسورية عن الحكومة الفرنسية سقوطاً تاماً ليس له معاد.

موعد تعديل المعاهدة:
هذا القسم من المعاهدة لا يخضع للتعديل ولا يطرأ عليه خلل ولا تبديل، والقسم الثاني ينص على إقرار عهد سلم وصداقة دائم بين الدولتين، وعلى إنشاء تحالف لمدة خمس وعشرين سنة بينهما، وضعت شروطه وواجبات كل منهما تجاه الآخر كما سيأتي تفصيلها عند البحث في كل مادة على حدة، وهذا القسم أيضا لا يعرض للتعديل او التجديد إلا بعد مرور عشرين سنة على وضع المعاهدة موضع العمل إذا طلب ذلك أحد الطرفين، واذا لم يطلب أحد الطرفين ذلك فينتهي حكم التحالف بانتهاء المدة التي عقد لأجلها».


وفيما يلي أهم بنود المعاهدة السورية-الفرنسية:

1- إقامة سلم وتحالف بين الدولتين المستقلتين المتمتعتين بالسيادة.

2- تتشاور الدولتان في كل أمر يتعلق بالسياسة الخارجية من شأنه أن يمس مصالحهما المشتركة وتقف الدولتان إزاء الدول الأجنبية موقفاً يلائم تحالفهما.

3- تنقل إلى الحكومة السورية وحدها الحقوق والواجبات الناجمة عن جميع المعاهدات والاتفاقات والعهود الدولية التي عقدتها فرنسا فيما يخص سورية أو باسمها.

4- إذا نشأ خلاف بين سورية ودولة أخرى تتشاور الدولتان الحليفتان لحله سلمياً وفقاً لميثاق عصبة الأمم المتحدة وعند نشوب حرب تتساعد الدولتان لكونهما حليفتين وتنحصر مساعدة سورية لفرنسا بالسماح لها باستعمال السكك الحديدية والمرافىء والمطارات وسائر المواصلات.

5- مدة المعاهدة 25 سنة يمكن تعديلها بناءً على طلب إحدى الحكومتين ابتداء من السنة العشرين لوضعها موضع التطبيق.

6- إن مسؤولية حفظ النظام في سورية والدفاع عن أراضيها تقع على عاتق الحكومة السورية وتقدم الحكومة الفرنسية مساعدتها العسكرية لسورية بحسب نصوص الاتفاق العسكري الملحق بالمعاهدة.

7- حددت مرحلة انتقالية بثلاث سنوات توضع المعاهدة في نهايتها موضع التنفيذ.

كما تضمنت المعاهدة اتفاقا عسكرياً ملحقاً تتعهد فيه سورية بإعطاء فرنسا مدة التحالف قاعدتين جويتين هما المزة والنيرب، وبإبقاء جنودها في اللاذقية وجبل العرب خمس سنوات على ألا يعتبر هذا احتلالاً ولا يمس بسيادة الدولة السورية، كما ألحق كتاباً يقضي بضم الجبل والساحل لسورية، وفعلاً صدر أمر بتوحيد سورية، وبهذا ضمت منطقتا الجبل واللاذقية إلى الدولة السورية.

مواضيع ذات صلة: