سلوقوس السادس


الدولة السلوقية

بدا لفترة من الزمن وكأن الأمور ستسبب على هذا النحو مملكتين سوريتين في الشمال والجنوب يقطع أوصالهما عداء سافر وأعداء من كل جانب، ولكن الظروف كانت تمهد لوحدة سورية مرة أخرى ولكنها وحدة أضعف مما كانت عليه أيام انقسامها، فقد استغل الوزير الأكبر في بلاط أنطيوخس جروبوس المدعو (هراكليون) من مدينة حلب هزال السلطة وطمع بها وأقدم على اغتيال ولي أمره سنة 96ق.م، وفرت كليوباترا (سيليني) إلى انطيوخس الكوزيكي. ونظراً لعدم تمكن هراكليون من الصمود في وجه الضغط الشعبي الذ أدت إليه الإشاعات التي سادت في أنطاكية مؤيدة حقوق أحد أبناء الملك القتيل، وكذلك أطماع أنطيوخس الكوزيكي في العودة إلى أنطاكية، فقد فرَّ إلى مسقط رأسه حلب وأسس مملكة مستقلة ضمت إلى جانب حلب كلاً من بامبيكي وهراقلية. ولم يهنأ الكوزيكي طويلاً باستيلائه على انطاكية بعد مقتل أخيه وهرب قاتله إذ تعرض في السنة التالية 95ق.م إلى هزيمة قاسية على يدي أحد أولاد جروبوس دفع حياته نتيجة لها.

وكان لانطيوخس جروبوس-أنطيوخس الثامن عند مقتله خمسة أولاد ذكور، وهم سلوقس وانطيوخس وفيليب ودمتريوس وانطيوخس. وكان كبيرهم سلوقس قد حكم في أنطاكية بعد مقتل علمه، ولكنه ما كاد يستولي على العرش حتى ادعى انطيوخس ابن الكوزيكي (العاشر فيما بعد) أحقيته في العرش من جزيرة أرواد، وأيده عدد من أشياع أبيه وتمكن بعد معركة فاصلة من الاستيلاء على أنطاكية، وأطلق على نفسه لقب انطيوخس (التقي المحب لوالده) وتزوج زوج والده كليوباترا الخامسة (سيليني). في حين فر سلوقس السادس مع وأخويه الأصغرين إلى كيليكية في آسيا لصغرى وأنشأ مملكة عاصمتها المؤقتة (موبسوهستيه).

مواضيع ذات صلة: