دمشق الآن 15 ْ م


العظمى: 32 ْ م
الدنيا: 18 ْ م

شارك برأيك


باب الحارة للمرة الرابعة

في العام الماضي، تمَّ تقييم مسلسل «باب الحارة» على أنه واحد من عشرة برامج الأكثر مشاهدة في العالم.
ما هو السر وراء جماهيرية هذا المسلسل؟
هل هو تمرد على واقع اجتماعي واقتصادي يعيشه الفرد العربي عموماً؟
هل هو حنين إلى ماضٍ افتراضي؟ حيث تسود المثالية والغيرية والتوازن الاجتماعي؟
هل هو إبداع في الأداء والإخراج والإثارة؟
أم أنه عبارة عن مادة سطحية هدفها الإثارة والإبهار البصري وتكريس بعض عاداتنا الشرقية المتخلفة؟

اضغط هنا للمشاركة

مريبط


يقع تل المريبط على الضفة اليسرى للفرات الأوسط، مقابل مسكنة، في محافظة الرقة السورية. وقد ابتدأ الاهتمام الآثاري بهذا الموقع عام 1964 عندما بدأت جامعة شيكاغو الحفريات فيه وحتى عام 1965م، ومن ثم عادت أعمال التنقيب بين عامي 1971م و1974م؛ حيث تابع مركز أبحاث البيئة وما قبل التاريخ في فرنسا هذه الحفريات.


لقد أدت أعمال التنقيب هذه إلى الحصول على معلومات ومعارف أساسية جديدة عن أول عملية استقرار للإنسان، وعن بدء الزراعة وتربية الحيوانات. إذ أنه ومنذ حوالي 8500 ق.م، أخذ الناس في هذا المكان يسكنون في أكواخ دائرية متواضعة إلا أنها دائمة. كانت هذه الأكواخ محفورة جزئياً في الأرض ومغطاة بالخشب والقصب والطين، وكان سكانها قد نزلوا واستقروا في منطقة وجدوا فيها الغذاء الوفير طوال العام، فمن نهر الفرات يحصلون على المحار والسمك، ومن غابات شجر الحور والأثل على ضفاف النهر يصطادون الخنازير والأيائل، وفي البوادي المجاورة يطاردون الغزلان والطرائد الوحشية. بالإضافة إلى اجتثاث الأعشاب البرية ووجود عالم غني من الطيور.


لقد استخدم هؤلاء البشر الأوائل الصخور الصوانية في صناعة أدوات للصيد والحصاد وبناء البيوت وإعداد الطعام. بعضها كان أدوات حجرية دقيقة تنزل في مقابض من العظم أو الخشب، وبعضها كان سكاكين ومناجل ومثاقب ورؤوس رماح ومكاشط. وكانت لديهم الفؤوس وأقطاب الرحى لطحن حبوب الأعشاب البرية، واستخدمت مخارز من العظم لمعالجة الفراء. كما استخدموا بعض الأواني الحجرية البسيطة، وتزينوا بالمحار والحجارة والحلزون. وقد عثر في الموقع على أدلة لأولى التصورات الدينية في المستوطنات البشرية المبكرة؛ فقد وجدت قطعة من تمثال إنسان محفورة في حجر كلسي طري بشكل بسيط وبدائي جداً، كما وجد في داخل أحد البيوت مقعد من طين يحتوي على جمجمة ثور. أما المرحلة الثالثة فقد شملت مساحة 150 متراً مربعاً من الحفريات، وهي أوسع بكثير من الطبقات الأقدم، وفيها اكتشف بيت دائري كبير كان قد أتى عليه الحريق، إلا أن الحرارة ساهمت في حفظ ما تبقى منه بشكل جيد.


ويعتبر موقع المريبط من أهم مستوطنات العصر الحجري الحديث لأنها شهدت أربع مراحل من التطور: المرحلة الأولى من 8500 إلى 8200 ق.م، المرحلة الثانية من 8200 إلى 8000 ق.م، المرحلة الثالثة من 8000 إلى 7600 ق.م، والمرحلة الرابعة 7600 إلى 6900 ق.م. وتكشف هذه المراحل الأربعة عن حقبة مهمة من تاريخ الإنسان القديم وكيفية انتقاله من مرحلة الصيد والرعي إلى مرحلة بناء المستوطنات البشرية الأولى والانتقال إلى مرحلة الزراعة.



Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email
يمكن للمشتركين إغناء هذا الموضوع
للتسجيل اضغط هنا