الباب الشرقي في دمشق


الباب الشرقي

هو واحد من الأبواب السبعة الرومانية، والباقي منها بحالته الأصلية تقريباً. ومثل غيره أُقيم على أنقاض باب يوناني وهو بدوره بُني على أنقاض باب آرامي. ويُنسب هذا الباب إلى كوكب الشمس والإله الإغريقي هيليوس (Helios) وهو إله الشمس، وعند الرومان سول (Sol). بُني في عهد الإمبراطور الروماني سبتيموس سيفيروس (Septemus Severus) ثم ابنه كاراكلا (Caracalla) في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث الميلادي.

للباب فتحات ثلاث أوسطها أوسعها وأعلاها. تتناسب مع تقسيمات الطريق المستقيم. سُدّت الفتحتان الوسطى والجنوبية في العصر الإسلامي من أجل التحصين والحماية. في العصور الوسطى سُدّت فتحتان لتسهيل الدفاع، وبقيت فتحة واحدة فيه. لا يُعرف تماماً ارتفاع المداخل لأن مستوى المدينة ارتفع مع الزمن. ويقدر ارتفاع المدخل الصغير الشمالي بـ 317سم وعرضه 288سم.

على هذا الباب نزل خالد بن الوليد حرباً عام 14هـ بعد حصار لمدة أربعة أشهر. وكان جيشه يقيم في فسحة سماوية مقابل مسجد الشيخ رسلان وقد أُقيم فيها مسجد خالد ويُعتبر أول ما أنشئ في دمشق من جوامع. وهناك روايات عدة عن كيفية دخول خالد بن الوليد إلى دمشق ولا يوجد ما يؤيد أية واحدة. ولكن خالد دخل دمشق دون أن يخرّب الباب. وبقي سليماً في عهد الأمويين.

ولكن في عام 132هـ نزل عليه القائد العباسي عبد العزيز بن علي، حيث فتك بالناس وخرّب السور، وقضى على الأمويين عام 749م. ومن هذا الباب دخل السلطان نور الدين زنكي عام 559هـ/1163م وهزم السلاجقة. وقصة دخوله كانت أن السلاجقة وضعوا بضعة منهم في أحد الأبراج للدفاع. وتركوا السور دون حراسة، وكانت عليه امرأة رمت لجنود نور الدين حبلاً فصعدوا عليه واحداً بعد آخر وفتحوا الباب. وقد رحّب السكان بقدوم نور الدين لسمعته الجيدة.

رمّم نور الدين الأسوار والأبواب وجعلها منيعة وخاصة أن الصليبيين كانوا يهددون دمشق. ودعّم الباب الشرقي عام 559هـ، ورفع فوقه مئذنة مربعة، وبنى جامعاً صغيراً وراءه، وأقام سويقة (باشورة) أمامه، تهدّمت في أواخر القرن التاسع عشر أو بدايات العشرين.

داخل الباب الشرقي الصغير توجد كتابة مشوهة تؤرخ عام 559هـ وتذكر اسم الباني (نور الدين زنكي). وفي العهد الأيوبي أُخذت حجارة القنطرة الرومانية لتبلط بها أرضية الجامع الأموي. وفي العهد المملوكي، رُمم الباب ودُعّم، وجرت عليه معارك عنيفة بين المماليك أنفسهم.

مواضيع ذات صلة: