لورانس العرب


لورانس العرب
في دمشق

لورانس العرب
1888-1935


هو باحث وكاتب وعسكري وضابط استخبارات بريطاني، ساهم في تحريك الثورة العربية ضد العثمانيين إبان الحرب العالمية الأولى، حيث اشتهر لاحقاً باسم «لورنس العرب».

اسمه الحقيقي توماس إدوارد لورنس، وقد ولد في 16 آب من عام 1888 في مقاطعة ويلز البريطانية. درس لورنس في جامعة أوكسفورد وفي عام 1909 زار سورية وفلسطين. ثم انضم إلى بعثة للتنقيب في سورية حيث أقام من عام 1911 إلى عام 1914، وهناك تعلم اللغة العربية، وتميز بتعاطفه مع العالم العربي الذي كان يرزح تحت الحكم العثماني لقرون.


في عام 1914 زار شمال سيناء، حيث كان يقوم بتغطية نشاطاته التجسسية تحت ستار البحث العلمي.


عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية أصبح لورنس ضابطاً في الاستخبارات البريطانية في الشرق، وكان مقر عمله في القاهرة. وتركز عمله على تشجيع الثورة العربية التي اندلعت عام 1916 ضد الحكم التركي الذي كان متحالفاً مع الألمان، حيث أصبح لورنس مستشاراً عسكرياً وسياسياً لدى الأمير فيصل الذي كان القائد الميداني للثورة، تحت قيادة الشريف حسين الذي كان يوجه الثورة من مكة.


تميز لورنس العرب بكونه ضابطاً بارعاً، يمتلك معلومات نظرية هامة، وقدرات تكتيكية عالية، مكنته من مساعدة الأمير فيصل في خوض حرب عصابات فعالة ضد الجيش التركي. حيث هاجمت مجموعاته الصغيرة والفعالة خطوط الاتصالات والإمداد للجيش التركي، مما جعل الآلاف من الجنود الأتراك خارج المعركة عملياً وغير قادرين على خوض حروب نظامية مع قوات الحلفاء التي كانت بقيادة الجنرال اللنبي.


في عام 1917 ربح العرب معركتهم الإستراتيجية الأولى ضد القوات التركية وذلك بعد نجاح حصار العقبة، الميناء الهام على البحر الأحمر. وقد دفع هذا النجاح القوات العربية للتقدم شمالاً في مطاردة القوات التركية، فدخلت دمشق عام 1918.


في العام نفسه غادر لورنس إلى لندن ثم إلى باريس لحضور مؤتمر الاستقلال العربي، ولكن بعد فوات الأوان حيث كان البريطانيون والفرنسيون قد اتفقوا على مصير التركة التركية، وذلك من خلال اتفاقية سايكس بيكو، وقد تأثر لورنس العرب كثيراً بالخداع الذي أصابه، بعد أن أغدق الوعود الكبيرة للعرب بتحقيق استقلالهم ودولتهم الحرة التي يحكمونها بأنفسهم.

في عام 1921 قام وزير المستعمرات البريطاني آنذاك ونستون تشرشل بتعيين لورنس العرب كمستشار له، لكنه استقال عام 1922، وفضل العمل مع الشركات الخاصة. وقد طبع كتابه «أعمدة الحكمة السبعة» في عام 1926، لكن لم يصدر في طبعة عامة إلا بعد وفاته.


توفي لورنس العرب في 19 أيار من عام 1935 متأثراً بالجراح التي أصيب بها على إثر حادث دراجة نارية.