دمشق في عهد الإنتداب الفرنسي

أعلن في دمشق ومن قبل المؤتمر السوري –أول مجلس نواب- استقلال سورية (سورية الطبيعية أي بلاد الشام)، وتم تتويج فيصل بن الحُسين ملكاً عليها وذلك في 7 و8 آذار 1920م. واستمرّت الدّولة العربية لمدة سنتين، طويت من بعدها صفحة الحرية والاستقلال، وذلك بعد معركة ميسلون 24/7/1920م مع القوات الفرنسية الغازية.
فترة الاستعمار الفرنسي

في نهاية الحرب العالمية الأولى تمكنت قوات الثورة العربية الكبرى من تحرير دمشق بمساعدة الإنكليز. وقامت أول حكومة سورية مستقلة فيها عام 1919 تحت قيادة الملك فيصل الأول، إلا أن بريطانيا وفرنسا اللتين كانتا تخططان لاقتسام بلاد الشام بينهما، اتّفقتا على وضع سورية تحت الانتداب الفرنسي، لكن الشعب السّوري اختار المقاومة.


ففي عام 1925 انطلقت الثورة السورية الكبرى من جبل العرب في جنوب سورية، وجرت العديد من المعارك بين الثوار والقوات الفرنسية في بساتين الغوطة المحيطة بدمشق. قصف الفرنسيون العاصمة دمشق بوحشية في 18 تشرين الأول 1925، مما سبّب الكثير من الدّمار في المدينة.


ارتفع اسم دمشق في مقاومة الاحتلال الفرنسي، وكان لأبنائها الدور الكبير في الثورة السّورية الكبرى 1925-1927م. كما ارتفع اسمها وعظمت شهرتها في حوادث الإضراب الستيني عام 1936م. واستمرّت حركات النضال الوطني والمقاومة البطولية حتى قيام الحرب العالمية الثانية. وفي أعقاب هذه الحرب وقفت دمشق بشموخ تدافع عن كرامتها وحريتها بدماء أبنائها، في حوادث عدوان 29 أيار 1945م.


وخرجت دمشق أخيراً ناصعة الجبين رافعة الرأس، تتحدّث عنها صحف العالم في صمودها وبطولاتها، إلى أن كان جلاء القوات الأجنبية عنها وعن الأرض العربية السّورية، واحتفلت رسمياً بذلك في يوم خالد لا تنساه الأجيال العربية في سورية وذلك في 17 نيسان 1946م. كان عام 1946 بداية لعهد جديد، فقد أصبحت سورية جمهورية مستقلة، وطردت جميع الجيوش الأجنبية عن أراضيها، وابتدأ فيها عهد وطني واعد بالخير لأبنائها.
 

مواضيع ذات صلة: