الدولة النورية

تولى نور الدين محمود بن زنكي الملقب بالشهيد إمارة أبيه عماد الدين زنكي الذي قتله أحد غلمانه أمام قلعة جعبر سنة 541هـ/1146م فجعل من حلب عاصمة لدولته التي عرفت باسم الدولة النورية نسبة إليه، وفي سنة 549هـ/1154م احتل دمشق، ثم استولى على جزء كبير من بلاد الشام عدا المناطق التي كان الصليبيون يسيطرون عليها والتي شهدت تكرار المعارك بين الطرفين دون نصر حاسم لأي منهما، وفي سنة 559هـ/1164م استولى على بعض أجزاء من إمارة أنطاكية الصليبية.
توفي نور الدين سنة 569هـ/1174م فتولى ابنه الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين وعمره إحدى عشرة سنة، فبدأت عندها بوادر ضعف هذه الدولة بالظهور حتى برز إلى الوجود صلاح الدين الأيوبي فوحد بلاد الشام ومصر في ظل الدولة الأيوبية.
كان نور الدين مولعاً بالعمران، وترك لنا الكثير من المشيدات في دمشق وحلب وغيرهما من المدن السورية، ففي دمشق مثلاً أقام فوق كل باب من أبواب سورها مسجداً ومئذنة لمراقبة العدو القادم إلى المدينة من مكان مرتفع، كما أقام خارج كل باب باشورة (سوق صغيرة) لتنشيط حركة التبادل التجاري وإعاقة العدو إذا ما حاول اقتحام الباب.

مواضيع ذات صلة: