دراسات فنية

العدمية

إن نيتشه الذي فهم الانحطاط أكثر مما فهمه سواه، قد عرف في العدمية –Le nihilisme- أحد أهم سماته. وقد أعلن "صعود العدمية" بقوله: "كل ثقافتنا الأوروبية تتجه منذ زمن طويل، بحدة عنيفة تتزايد من جيل لآخر، نحو ضرب من ضروب الكارثة؛

الهروب خارج المجتمع

إن تجريد الفن والأدب من النزعة الاجتماعية يخلق الحافز المتردد باستمرار إلى الهروب: الهروب خارج المجتمع المعتبر كأنه كارثة، من أجل بلوغ حالة مزعومة، حالة وجود "خالص"، أو "عار". وعندما رددت جرترود شتاين قولها: "إن الوردة هي وردة، هي وردة، هي وردة" كما تردد تعويذة سحرية ورتيبة، كان المقصود بالتحديد هو:

المجتمع والأسلوب

لقد حاولت، بإيجاز كلي، أن أبيّن بواسطة مثال، كيف تظهر مجموعة مواضيع جديدة، وأشكال تعبير جديدة، وأسلوب جديد، في أعقاب التبدلات التي تطرأ على المحتوى الاجتماعي، ولكنني على وعي تام من أنني مضطر إلى تبسيط الموضوع كثيراً.

وظيفة الفن

"لا غنى عن الشعر؛ وحبَّذا لو عرفت لأي شيء هو كذلك!". بهذه العبارة الوجيزة الرائعة والمنطوية على مفارقة، عبَّر جان كوكتو عن طابع الفن الضروري، وأشار في الوقت نفسه إلى الحيرة التي تهيمن على الدور الذي يلعبه في تاريخ العالم البورجوازي المعاصر.

البلوريات

من المعلوم أن البلّوريّات تملك الشكل الأكمل في الطبيعة المعدنية كلها. وعندما ننظر إلى هذه التشكيلات المذهلة التنظيم، الرائعة الشفافية، وعندما نتأمل دقة فتنتها، وجمالها الصارم، يمكننا بالتأكيد، التوصل إلى التفكير بأن المادة المعدنية

الرمزية والصوفية

إن الانتقال من الحركة الطبيعية إلى الرمزية والصوفية Symbolisme et mysticisme، كانت له أسباب اجتماعية، ولكنه كان محدداً أيضاً بمناهج الحركة الطبيعية ذاتها. ففي كل التمردات الفكرية والفنية التي انفجرت داخل المجتمع البورجوازي، تأتي

التجزيء

لقد عُبّر عن تجزيء الإنسان والعالم، في كثير من الحالات، خلال ما أنتج عصرنا من آثار. لم تبق ثمة وحدة، ولا كلية. ويقال بأن آرثور ميللر، في مجال مناقشته للمسرحية الأميركية المعاصرة، قال ما معناه: "أعتقد أننا، في أميركا، قد بلغنا نهاية

الموضوع، المحتوى، المعنى

لقد حاولت أن أبيّن بأن مسألة المحتوى والشكل لا تتحدد بالفنون فقط، وإن الفكرة القائلة بأن الشكل هو الأول، وأن المحتوى هو الثاني، إنما هي ردة الفعل النموذجية لكل طبقة سائدة، عندما يصبح وضعها عرضة للخطر. فلنبحث الآن، في هذا الإطار

الفن والرأسمالية

لقد فككت الرأسمالية العالم القديم، ودمرت كل علاقة مباشرة بين المنتج والمستهلك، وطرحت كل المنتجات في سوق واسعة لكي تباع وتشرى. ويجد الفنان نفسه، في العصر الرأسمالي في وضع خاص، يصبح فيه فناناً "حراً" وشخصية "حرة" إلى حد العبث والضياع.

المحتوى والشكل

إن تفاعل المحتوى والشكل لمسألة حيوية في الفنون، وهي كذلك في غير الفنون. فمنذ أرسطو الذي كان أول من طرح القضية، والذي كان جوابه الخاص عليها أقرب إلى الخطأ منه إلى الصواب، اعتبر الكثيرون من الفلاسفة والفنانين أن الشكل هو


الإنتقال إلى الصفحة:
< السابق 1 2 3 4 5 التالي >
<< الصفحة الأولى الصفحة الأخيرة >>